تقارير

الحرائق تضاعف معاناة المدنيين شمال غربي سوريا

تزايدت أعداد الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا منذ بدء العام الحالي، لتسجل المنطقة 57 حريقاً 5 منها في المخيمات نجم عنها وفاة طفلة بعمر العامين وإصابة 13 مدنياً بينهم 5 أطفال و3 سيدات، وذلك في إحصائية لمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء).

وتعزى أسباب حرائق المخيمات إلى استخدام مواد تدفئة بدائية غير صالحة للاستخدام في تشغيل مواقد التدفئة والطهي بسبب عدم مقدرة غالبية قاطني المخيمات على شراء مواد تدفئة صالحة للاستخدام نظراً للوضع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار تلك المواد بشكل يفوق استطاعت العائلات المادية، حيث أن 90% من العائلات ضمن المخيمات تعتمد على مواد كـ (النفايات-المواد البلاستيكية-الأقمشة القديمة) في تشغيل المدافئ داخل خيامهم وسط انعدام أماكن آمنة نسبياً للحد من تلك الحرائق بسبب طبيعة الخيام المبنية من القماش والبلاستيك التي تشتعل بسرعة، بحسب ما أوضحه المتطوع في الدفاع المدني، حميد قطيني خلال حديثه لفرش.

ونجم عن الحرائق احتراق بعض الأثاث في المنازل وأمتعة المهجرين وخيامهم بالإضافة إلى الأضرار المادية التي تخلفها حرائق محطات الوقود والحرائق في شبكات الكهرباء، وفقاً لما أوضحه “قطيني”.

وأشار إلى أن من أسباب هذه الحرائق تعود أولاً إلى عدم تثبيت المدافئ بشكل جيد واستخدام المدنيين إلى مواد تدفئة بدائية غير آمنة (البلاستيك القماش)، مضيفا أن استخدام هذه المواد تبعث روائح وأدخنة مضرة بالصحة وخاصة بالجهاز التنفسي.

وتتزايد مخاوف قاطني مخيمات شمال غربي سوريا من ارتفاع معدلات الحرائق في مساكنهم المصنوعة من القماش والبلاستيك، لا سيما وأن المواد المستخدمة للتدفئة هذا الشتاء معظمها غير صالح للاستخدام لكن يضطرون إلى استخدامها بسبب عدم قدرتهم على شراء مواد التدفئة الصالحة كـ (الحطب المجفف-البيرين-المازوت-القشور).

إبراهيم العبد الله مالك إحدى الخيام التي تضررت جراء الحرائق قال لفرش في وقت سابق، إنه أصيب بحروق مع أولاده الثالثة بعد انفجار المدفئة، واحترقت خيمته بشكل كلي دون التمكن من إخراج أي شيء من داخلها.

وشددت منظمة الدفاع المدني على ضرورة التقييد واتباع إرشادات وإجراءات السلامة العامة والشخصية للحد من اندلاع الحرائق ضمن المخيمات والتجمعات السكانية.

وتتمثل تلك الإجراءات بتجنب وضع المواد القابلة للاشتعال بالقرب من المدافئ وإبعادها من تناول أيدي الأطفال، وإطفاء المدافئ عند الخروج من المنازل أو المخيمات وأوقات النوم، إضافةً إلى تجنب اشعال مواقد الطهي داخل الخيام أو بالقرب منها والتأكد من وجود منافذ للتهوية، بحسب “قطيني”.

وتابع، أن فرق المؤسسة تواصل أعمال التوعية للمدنيين ضمن المخيمات والتجمعات السكنية، إضافةً إلى إجراءات تدريبات حول كيفية استخدام المطافئ وطرق الإخلاء الآمن عند اندلاع الحرائق

بدوره ناشد فريق “منسقو استجابة سوريا” خلال بيان له عبر “فيسبوك” المنظمات الإنسانية، بعد ارتفاع عدد الحرائق في المخيمات، بسبب استخدام أساليب تدفئة غير آمنة، نتيجة انخفاض دعم التدفئة للمدنيين في شمال غربي سوريا.

وكشف الفريق في بيانه، عن ارتفاع نسب العجز بشكل كبير مع زيادة عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية ومواد التدفئة، حيث ارتفعت أعداد المحتاجين للمساعدات من 11 مليون نهاية 2018 إلى 15.3 مليون مع بداية عام 2023 بزيادة قدرها 30% خلال الأعوام الخمسة السابقة.

تبقى الحرائق هاجساً يؤرق المدنيين شمال غربي سوريا كل شتاء، خاصة أن أكثر من مليون ونصف منهم يقطنون ضمن مخيمات غالبها مبني من القماش أو البلاستيك، لا سيما مع رداءة أنواع المواد المستخدمة للتدفئة حيث أن الكثير منهم يعتمد على ما يتم جمعه من مكبات القمامة أو الحطب الأخضر أو المواد البلاستيكية والأقمشة القديمة جراء تردي الوضع المعيشي وتراجع نسب عمليات الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى