تقارير

مرضى الكلى في إدلب قلقون من إغلاق مراكز الغسيل الخاصة بهم

بصوت مبحوح وآلامٍ لا تتوقف جراء ما يعانيه من مشاكل مرضية في كليتيه، يخبرنا الشاب، مصطفى اليوسف عن معاناته المستمرة منذ سنوات، فالمرض كما يقول، أنهك جسده وأحبط معنوياته لا سيما مع إصابته الحربية السابقة التي سببت له شللاً بأطرافه السفلية.

تتضاعف معاناة مصطفى يوماً بعد يوم فالمرض يزداد سوءاً في ظل مخاوفه من توقف علاجه جراء توقف الدعم عن بعض المراكز المختصة بعلاج مرضى الكلى في محافظة إدلب وسط عجزه عن متابعة جلسات الغسيل في المراكز الخاصة إذ يقدر سعر الجلسة الواحدة بـ 15 دولاراً أمريكياً، وهو بحاجة إلى 3 جلسات أسبوعياً.

يقول “اليوسف” في حديثه لنا، إن ظروفه المادية صعبة ولا يستطيع تأمين أموال الجلسات في المراكز الخاصة في حال توقف الدعم عن المركز الذي يجري فيه 3 جلسات أسبوعياً.

ويبقى الشاب متخوفاً من الأخبار الذي يسمعها ويقرأها من مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن توقف دعم المنظمات الإنسانية لمراكز غسيل الكلى في إدلب، ففي حال حصول ذلك ستتدهور حالته الصحية السيئة أصلاً.

تتشابه حالة “اليوسف” مع حال مئات المرضى الذين يعانون من نفس المشكلة المرضية فالهم الأكبر لديهم يتمثل بمواصلة جلسات الغسيل التي تحسن من حالتهم الصحية في تلك المراكز التي تعمل على تخديمهم وتقديم بعض أصناف الأدوية التي يحتاجونها.

ويتواجد في محافظة إدلب 8 مراكز لغسيل الكلى، جميعها تعاني من صعوبات كبيرة في استمرارية العمل جراء توقف الدعم المالي الذي تقدمه المنظمات الإنسانية، فيما تعاني خمسة مراكز من صعوبات هي الأكبر منذ أشهر جراء عدم قدرة الجهات الطبية المسؤولة في المحافظة من تأمين تكاليف التشغيل لها لمواصلة تخديم المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، بحسب ما أوضحه المسؤول الإعلامي في مدير صحة إدلب، عماد زهران، خلال حديثه لفرش.

وتُخدم المراكز الخمسة التي قد تتوقف في أي لحظة قرابة الـ 500 مريض شهرياً وسط مخاوف من عدم تمكن الجهات الطبية من توفير الدعم لها في المستقبل القريب، وفقاً لـ “زهران”.

وعن أسباب توقف الدعم عن تلك المراكز الهامة في إدلب، قال “زهران”، إن ذلك يرجع إلى انتهاء عقود بعض المراكز مع المنظمات الطبية وتراجع كمية الأموال المخصصة التي تأمنها الجهات المانحة للاستمرار في دعم بعض القطاعات في مناطق شمال غربي سوريا.

وأضاف، أن المديرية تعمل على تكثيف اتصالاتها مع المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة وبعض الجهات الدولية لإعادة دعم مراكز غسيل الكلى من أجل الاستمرار في خدمة المرضى.

وأشار إلى أن المديرية تلقت وعوداً من قبل بعض المنظمات الإنسانية لاستدراج “كيتات” لتزويد مراكز غسيل الكلى قريباً، كما وحذر من أن عودة الدعم بالكامل لتلك المراكز قد يتأخر بسبب طبيعة عمل الجهات المانحة في بداية كل عام.

ويخشى مئات المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي من تدهور حالتهم الصحية في حال لم يتم دعم تلك المراكز.

إعداد: فريق التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى