تقارير

تحذيرات من ارتفاع أعداد الإصابات بالكوليرا شمال غربي سوريا

حذرت جهات طبية وإنسانية من ارتفاع معدل الإصابات بمرض الكوليرا بعد زلزال السادس من شباط/فبراير الماضي، في منطقة شمال غربي سوريا جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية لشبكات المياه والصرف والصحي.

وتتزامن التحذيرات مع ارتفاع عدد الحالات اليومية المشتبه إصابتها بالمرض والتي تتخطى في بعض الأيام الـ 500 حالة.

ويرجع الارتفاع الكبير إلى حالة النزوح الداخلي عقب الزلزال المدمر وانتشار مراكز الإيواء المؤقتة العشوائية واستخدام المياه الغير معروفة المصدر في الاحتياجات اليومية والأضرار الكبيرة في شبكات المياه والصرف الصحي، وفقاً لما أوضحه فريق منسقو استجابة سوريا في تقرير سابق.

وتعد مشكلة تلوث المياه من أبرز أسباب انتشار المرض وارتفاع معدل الإصابات في منطقة شمال غربي سوريا، وفقاً لما أوضحه الطبيب، محمد الصالح، منسق شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة خلال حديثٍ سابق لفرش.

وقال “الصالح”، أن التلوث يرجع إلى الخلل والأضرار التي حلت بالبنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي، وما رافق الزلزال من انزلاق كبير بالتربة التي أثرت على المياه الجوفية، وبالتالي ارتفعت كمية التلوث في تلك المياه الأمر الذي ينذر بتفشي مرض الكوليرا بشكل أسرع من السابق لا سيما أن الإمكانيات المتاحة خجولة لمعالجة تلك المياه وتأخذ وقتاً طويلاً.

وأضاف “الصالح”، أن معالجة الخلل الذي أحدثه الزلزال بالتربة يستغرق جهداً ووقتاً ويحتاج إلى تظافر جهود كافة المنظمات الإنسانية وإلى تدخل عاجل فتلك المياه الملوثة قد تزيد معدل الإصابات في منطقة شمال غربي سوريا التي تفتقر إلى قطاع صحي قوي ومتماسك جراء المشاكل التي تعصف به بدايةً من قلة التمويل إلى نقص الأدوات والأجهزة والأدوية مروراً بتهالكه بعد جائحة كورونا “covid 19” والأضرار ببنيته التحتية بسبب عمليات روسيا ونظام الأسد العسكرية السابقة.

وحول أسباب تلوث المياه الجوفية، أوضح “الصالح”، أنه في حال زيادة نسبة العكارة فيها عن 5 فأن تلك المياه تكون ملوثة وتحتاج إلى مراقبة بشكل دوري.

وأشار، أن نسبة العكارة تخطت حاجز الـ 5 درجات بعد كارثة الزلزال وما رافقه من انزلاق كبير بالتربة، مؤكداً، أن فرقهم الميدانية تعمل على مراقبة جودة المياه بشكل دوري وذلك من أجل التأكد من سلامتها قبل وصولها لمنازل المواطنين، على حد قوله.

وتسبب تلوث المياه في بعض المناطق التي تضررت بشكل أكبر من غيرها جراء زلزال السادس من شباط/ فبراير الماضي، بحالة من الخوف والهلع لدى المواطنين، فكما يقولون هم مضطرون إلى استخدام المياه في احتياجاتهم اليومية.

وتتزايد مخاوف الجهات الطبية والإنسانية من ارتفاع معدل الإصابات بالكوليرا في المخيمات والمراكز المؤقتة التي تم إحداثها مؤخراً للمتضررين من الزلزال، ويعود ذلك إلى وجود مصادر متعددة للمياه التي يستخدمها قاطنوا تلك المخيمات.

ويتخوف الشاب محمود أحد المتضررين من الزلزال (يقطن في مركز مؤقت) من إصابته بالكوليرا ونقله إلى عائلته وأقربائه، فكما يقول خلال حديثه لفرش، إنه لا يعرف مصدر المياه التي يزود بها المركز المؤقت، متسائلاً عما إذا كانت الجهات المسؤولة عن المياه تقوم بمراقبة تلك المياه وفحصها قبل تزويدها لهم.

وبلغت أعداد الإصابات بمرض الكوليرا منذ تفشيه في منطقة شمال غربي سوريا وحتى التاسع عشر من آذار/مارس الحالي، 580 إصابة و23 حالة وفاة، وفقاً لإحصائية صادرة عن شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.

إعداد: فريق التحرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى