تقارير

الكرز البري جنوبي إدلب.. زراعة بمردودٍ قليل

يعد مصول ثمار المحلب من المحاصيل التي يعتمد عليها الأهالي في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، كمورد أساسي لكسب المال، إلى جانب بعض الثمار الأخرى التي تعود على المواطنين بالربح الوفير كالتين والكرز وغيرها.

والمحلب هو شجرة متساقطة الأوراق، تاجها كروي الشكل كثيف ذو فروع منفرجة، يتراوح ارتفاعها بين 2-10م، أوراقها خضراء بيضاوية مدببة قليلاً تحمل البراعم الزهرية جانبياً، في فترة ما بين منتصف آذار لأواخر نيسان، يعطي البرعم الزهري عند تفتحه 3 ـ 5 زهرات بيضاء اللون، ثمارها خضراء يتدرج لونها إلى الأحمر ثم الأسود عند النضج، وللبذرة شكل بيضوي خشبي يحيط بنواتها.

ويصنف المحلب (الكرز البري) من الأشجار المثمرة مستورة النواة، يتبع جنس البرقوق (الخوخ) وينتمي للفصيلة الوردية، ويعد من أهم الأشجار التي تستعمل كأصول لتطعيم اللوزيات (وبخاصة الكرز).

موطنه الأصلي وسط وجنوب غربي آسيا، ويزرع في المغرب العربي وبلاد الشافي المناطق الجبلية الباردة، وتتركز زراعته في سورية في جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب.

يكون القطاف عادةً إما بمد شوادر تحت الشجرة، حيث يقوم المزارعون والعمال بقطافه، أو عبر طريقة أكثر جدوى وسرعة وهي وضع “حراجية”، وهي عبارة عن كيس قماش يوضع حول الخصر، لتعبئته بثمار المحلب بشكل مباشر وتفريغها بعد امتلائها في أكياس خاصة.

كمية الإنتاج المقدرة من كل شجرة تعود لحجمها وعمرها ومقدار أزهارها ونضجها، فهناك أشجار ثمارها أكبر حجماً من غيرها وبناء على ذلك تختلف الكمية المقدرة لإنتاج الشجرة.

ويخرج الأهالي في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي في هذه الأيام من كل سنة لجمع المحصول وبيعه في الأسواق بأسعار مناسبة وجيدة، إلا أن سعره انخفض بشكل لافت هذا العام.

أبو أحمد مزارع من ريف إدلب الجنوبي لفرش أونلاين: “قمنا أنا وبعض المزارعين في منطقتنا الزراعية بجبل الزاوية باستبدال أشجار الزيتون بأشجار المحلب كون سعرها مناسب وتعطينا أرباحاً جيدة، إلا أن هذا العام تسبب لنا بصدمة بسبب انخفاض سعره بشكل كبير عن السنوات الماضية”.

وأضاف أبو أحمد:” أن سعر كيلو غرام الواحد للمحلب كان في العام الماضي 2.25 دولار أمريكي، وسعره هذا العام لم يتجاوز ال 1 دولار، وهو ما أثر بشكل كبير وسلبي على الأهالي وسبب عجزاً لبعض المزارعين بسبب عدم القدرة على وفاء الديون المترتبة عليهم”.

ويفضل بعض الأهالي ادخار المحصول وتجفيفه لبيعه في وقت لاحق لتحقيق مورد أفضل فيما يضطر الكثيرون منهم لبيع محصولهم في وقت قطاف السمر نظراً للظروف المعيشية الصعبة.

ويقول المزارع محمد لفرش: “إنني أقوم بتجفيف ثمار المحلب ولا أقوم ببيعه عند القطاف كون السعر عند قطافه يكون أرخص بكثير من بيعه مجففاً” مشيراً إلى “انتظاره بعض الأشهر للحصول على السعر الذي يناسبه وليس كبعض المزارعين الفقراء الذين يعملون بقوت يومهم”.

صعوبات كثيرة تواجه المزارعين أثناء قطاف المحلب، ومع انتشارهم في الأراضي الزراعية تلاحقهم قذائف نظام الأسد المدفعية من جهة ومن جهة أخرى بخس أجور العمال وعدم تامين اليد العاملة بشكل جيد.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى