أوضاع معيشية صعبة تشهدها مخيمات شمال غربي سوريا بسبب المنخفضات الجوية
شتاء جديد يمر على السوريين مُختلف عن الذي قبله بحجم الكارثة الذي يتضاعف في كل عام، مع استمرار حرب نظام الأسد وروسيا وحملات النزوح الناتجة عن القصف المتواصل والهجمات الممنهجة التي لا تتوقف، وبعد عام على زلزال مدمر ضرب المنطقة، وغياب الحلول في العدالة والأمان والسلام للسوريين.
ويلقي فصل الشتاء هذا العام بثقله على سكان المخيمات في مناطق شمال غربي سوريا، وسط تردي الأوضاع المعيشية وقلة وتراجع المساعدات الانسانية المقدمة إلى من هم بحاجتها، فضلاً عن ارتفاع أسعار مواد التدفئة بشكل كبير قياساً بالعام الماضي.
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا هطولات مطرية غزيرة ومستمرة مع انخفاض في درجات الحرارة هذا الشتاء، والتي تُلحق أضراراً بمخيمات النازحين ومراكز الإيواء المؤقتة للناجين من الزلزال، والعديد من منازل المدنيين، وعرقلت حركة السير جراء تشكل واحات المياه وطبقات من الأوحال على الطرقات.
وبحسب الدفاع المدني السوري فقد بلغ عدد المخيمات التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري في آخر عاصفة مطرية في ريفي إدلب وحلب، 48 مخيماً تضررت بفعل السيول والأمطار، تاركة أضراراً كليةً في 75 خيمة ومسكناً مؤقتاً، وأضراراً جزئيةً في 1043 خيمة ومسكن مؤقت، كما استجابت الفرق لـ 10 منازل متضررة للمدنيين.
وتعد هذه العاصفة المطرية هي الثانية لهذا الشتاء، حيث تضرر أكثر من 140 خيمة جراء أول منخفض جوي لهذا الشتاء في شمال غربي سوريا في يوم 19 تشرين الثاني من العام الفائت 2023، ويهدد استمرار العواصف المطرية والثلجية في فصل الشتاء من تفاقم الأضرار في المخيمات، وحصول كوارث جديدة على السوريين، تضاعف الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية.
وتواصل فرق الدفاع المدني السوري استجابتها للمخيمات بفتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وسحب المياه من بعض التجمعات وتصريفها بعيداً عن الخيام ورفع سواتر بمحيط الخيام لمنع وصول مياه السيول للخيام.
ولا تقتصر حاجة قاطني المخيمات على الغذاء والتدفئة، بل تتعداها إلى الحاجة إلى صيانة الخيم والمأوى استعداداً للشتاء، فالخيام عمرها قصير وبحاجة إلى صيانة في كل عام.
وبحسب بيان لمنسقو استجابة سوريا، فإن أكثر من 94 % من العائلات شمال غربي سوريا غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء.
وذكر البيان: “أن 67 % من العائلات في شمال غرب سوريا يسعى إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية وخاصةً الغذاء في محاولة يائسة للحصول على التدفئة”.
كما أعدت وحدة “تنسيق الدعم” دراسة شملت قرابة 1.6 ألف مخيم في منطقة شمال غربي سوريا، بهدف تقييم المخاطر التي قد تواجه النازحين واحتياجاتهم في فصل الشتاء المرتقب بعد أسابيع.
وبينت الدراسة، أن حوالي 242 ألف عائلة (81% من العائلات النازحة) تحتاج إلى بطانيات وأغطية وما يزيد عن 200 ألف مدفأة.
وأوضحت، أن 54% من الاحتياجات تخص مواد التدفئة والقسائم المالية الخاصة بمواد التدفئة أو المواد الغذائية، في حين تقدر احتياجات الترميم واستبدال الخيام 41% من مجمل الاحتياجات، و24% للبطانيات والألبسة والعوازل المطرية والأرضيات.
وبشكل عام فإن جميع المخيمات في الشمال السوري تضررت بنسب متفاوتة جراء هذه العواصف، حيث لا يمكن للخيام القماشية مقاومة الأمطار الغزيرة والسيول الناتجة عنها، وغالبية طرقاتها غير مجهزة، وبنية تحتية هشة، كما تسببت الهطولات المطرية الغزيرة بتشكل واحات من المياه في العديد من الطرقات في مناطق إدلب وحلب، تسببت بعرقلة حركة السير، كما تسربت مياه السيول للعديد من منازل المدنيين.