حياة شهيد

الشهيد عبد الرحمن يوسف الخلف..حلمٌ صغيرٌ ببدَّدُه الحقدُ الروسي

الشهيد عبد الرحمن يوسف الخلف هو شاب أعزب يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً ولد في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول لعام 1993 واستشهد في السادس والعشرين من شهر أيلول عام 2016.

درس الشهيد عبد الرحمن في مدارس قرة العامرية بريف إدلب الجنوبي، وأتم فيها المرحلة الابتدائية ثم انتقل الى بلدة حيش المجاورة ليكمل دراسته ويحقق حلم كل أبٍ وأمٍّ في أن يصبح أبنائهن من المثقفين وأصحاب المراتب العليا لكنه لم يستطع اكمال دراسته والتفت إلى العمل لمساعدة أهله البسطاء في أعباء المعيشة القاسية.

ومع بدء شرارة الثورة السورية في عام 2011وخروج السوريين إلى الشوارع للتعبير عن آرائهم وحقهم في الحرية، خرج أهالي قرية العامرية وهتفوا وطالبوا بحريتهم وكان عبد الرحمن من بينهم وهو مازال صغيراً يعيش على حلم صغير أن يدرك الحرية وهو لم يعرف حتى المعنى الحقيقي لها.

ولكن واجهت قوات الأسد حلم عامر وأهل قريته البسطاء بآلة قتل ودمار كبير فقد هاجموا القرية ودخلوها بقوة سلاحهم وأفسدوا فيها، كثائر المدن السورية التي دخلتها قوات الأسد للقضاء على حلم السوريين بالحرية والكرامة.

بدأ الحراك المسلح للدفاع عن الأرض بسبب بطش النظام وقتله وتشريده لمئات الآلاف من المدنيين، ومع بدء معركة تحرير ريف إدلب الجنوبي اضطر عبد الرحمن وأهله للنزوح من قريته ليبحث عن مكان أكثر أمناً فلجأ إلى مدينة كفرنبل التي كانت قد تحررت في وقت سابق ومكث عند أحد أقاربه فيها.

وبسبب صعوبة المعيشة خرج عبد الرحمن للعمل ليعين أهله في توفير متطلبات الحياة التي أصبحت أكثر قسوة بسبب ظروف الحرب وحالة النزوح والتشرد، فعمل مع أشقائه على بيع الخضروات والفواكه على إحدى البسطات في سوق المدينة.

التحق عبد الرحمن بركب الثورة المسلحة وانتسب الى الفصائل العسكرية وخرج ليدافع عن ثورة إخوانه وأهله ويحقق حلم أمه بالعودة إلى قريتهم الجميلة الصغيرة وشارك في العديد من المعارك منها معركة وادي الضيف وتحرير قرية معر حطاط وقرية عطشان ورابط في معظم الجبهات.

استشهد عبد الرحمن في السادس والعشرين من شهر أيلول عام 2016بحقد إحدى غارات الطيران الحربي للعدوان الروسي على نقاط رباطهم في ريف حماة الشمالي. حيث استهدفت الغارة مكان تواجده في المغارة مع العشرات من رفاقه.

“عبود اليوسف” أخ الشهيد عبد الرحمن في حديث خاص لفرش أون لاين:” يكبرني عبد الرحمن بعدة سنوات كنا متفاهمين في البيت والعمل وكان يعطف عليَ كثيراً وكان يشعر بالمسؤولية الكبيرة في المنزل كان كثير الابتسامة في المنزل حتى لا نشعر باليأس …بكى عبود وقال عندما اذكر ابتسامته وحنانه أشعر إني فقد الدنيا كلها، وحين تلقيت نبأ استشهاده تمنيت أن أكون معه من شدة الحزن.

“أحمد سراقبي” أحد اصدقائه قال لفرش أن لاين:” لا أعرف عبد الرحمن منذ مدة طويلة لكن أثره كان كبيراً كان يعمل على إحدى البسطات مع أخيه ليكسب قوت رزقه، لم يكن يتذمر من العمل، بل كان يشعر بالقناعة والرضى مع كل صعوبة عمله وقلة الدخل، كنت أشعر أنه كبير بالسن مع صغر سنه بسبب المسؤولية التي كان يحملها.

هومن الأشخاص الطيبين وصاحب أخلاق حميدة كثير الابتسامة عمره صغير لكن يحمل تفكير الرجال لم أحزن على شيء في حياتي كحزني عليه.

محمد العباس ( كفرنبل_إدلب)

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى