مدونة المرأة

غارةٌ جويَّةٌ تهدمُ فرحةَ امرأة

 

أبلغُ من العمر 35 عاماً، من سكَّان مدينة كفرنبل، متزوَّجةٌ ولديَّ ولادان، وزوجي يعملُ حارساً ليليَّاً إضافةً للزراعة.

عند بداية الثورة وبعد القصف الهمجي من قوّات الأسد أصبحت الحياةُ قاسيةً وصعبة، كنَّا نملكُ قطعةَ أرضٍ صغيرة وتمَّ عرضها للبيع وبسبب عدم وجود طريقٍ لها كان طلبها قليل، تمَّ بيعها بمبلغٍ بخس، وأصبحنا نبحثُ عن منزلٍ صغيرٍ نسكنُ فيه، وبعد فترةٍ وجيزةٍ اشترينا شقَّةً قيد الاكساء.

سُرِرتُ جداً لأنَّني سأملكُ بيتاً خاصَّاً بي، ولأنَّي سأتخلَّصُ من الآجار، أصبح زوجي يذهب إليها ويقوم بالعمل بها حتى نتمكن من الإقامة بها على وضعها الراهن مع تعديل بسيط.

وذات يومٍ سمعتُ أصوات انفجاراتٍ ضخمةٍ في المدينة لكنَّي لم أبالي وبعد وقتٍ قصيرٍ عاد زوجي وأعلمني بأنَّ البناء الَّذي اشترينا به الشقَّة تعرَّض لغارةٍ جويَّةٍ من الطيران الحربي وعلى إثر ذلك تهدَّم قسمٌ منه، لم أشعر إلا بالدموع تسيلُ من عيوني، وقلت لزوجي: لم تكتملَ فرحتي لقد خسرنا كلَّ شيء”، لقد تهدَّم حلمي وانقلبت حياتي من فرحٍ إلى حُزن.

وبعد مرور عدة أيام أعلمني زوجي أنه يجب علينا الانتقال إلى الشقة بعد أن قمنا بترميمها وتسليم الغرفة لصاحبها، في البداية رفضت ولكن زوجي أصر على ذلك وقال لي: لا يوجد لدينا أي وسيلة أخرى، انتقلنا إلى الشَّقة وذلك بعد أن قام زوجي ببعض الإصلاحات بها إثر الغارة الجويَّة، بعد إقامتنا بها لفترةٍ تغيَّرت حياتنا وانقلبت من أمانٍ إلى خوف وأصبح الحال أسوء بعد أن انقطع الراتب عن زوجي وتراكم الدَّيون علينا، وحتى هذه اللحظة والبناء على وضعه الراهن بعد الغارة ولم يقدم أحد على إصلاحه بسبب الخوف من تكرار القصف عليها وبقينا مصرين بالسكن فيها رغم القصف الذي تتعرض له البلاد متأملين الخير والفرج القريب.

(صبحية البيوش)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى