مدونة المرأة

لم تستسلم لواقعها في سبيل تربية أطفالها

نور العمري (كفرنبل –إدلب)

ست سنوات على مرور الثورة والمرأة السورية تعاني وتبذل كل ما لديها لتربية أطفالها وتحمل همومهم، فبعد أن تعددت أسباب تغيب الرجل عن المنزل في ظل الحرب، لم يبقَ خيارًا للمرأة سوى العمل.

أم مهند 43 عامًا، لديها طفلتان وولد لا يتجاوز عمره 17 عامًا، استشهد زوجها في بداية الثورة السورية بمدينة حماة، غادرت مدينتها إلى مدينة ادلب، لتعيش بمنزل صغير مع أطفالها، أصيب ولدها الكبير في قدمه، ولم يعد يستطيع الوقوف عليها والعمل.

لم تستسلم أم مهند لواقعها فكانت تحاول اغتنام كل فرصة عمل تتاح لها لتؤمن قوت أطفالها، فعملت في “المؤن” (قطف أوراق الملوخية –والفلفل -والمكدوس..) للنساء اللواتي يقصدنها مقابل بعض المال.

انتشرت وتعددت مجالات تعلم وعمل المرأة في ظل الثورة، فكان أوسع تلك المجالات الخياطة، اختارت أم مهند تلك المهنة لأنها تملك فكرة عن هذا العمل.

ذهبت لإحدى مراكز تعلم الخياطة وسجلت اسمها، وبدأت بحضور دورة تدريب حتى اكتسبت الخبرة.

وبعد أن أنهت دورة الخياطة وأتقنت المهنة، اشترت آلة للخياطة لتعمل عليها في منزلها، لعل الله يرزقها لتعين أطفالها، وبدأت تخيط الملابس النسائية وتبدع في عملها حتى وصلت إلى مرحلة الشهرة، وأخذن النساء يقصدنها من أماكن بعيدة.

عملت أم مهند في مهنة الخياطة إلى جانب عمل (المؤن) فقد كانت تعطي معظم وقتها بالنهار لتجهيز طلبات المؤن، وترتاح قليلاً وتأمن احتياجات أولادها، وما أن يأتي المساء وتبدأ من جديد في الخياطة لتخيط الملابس المطلوبة منها، فتعمل لساعات متأخرة من الليل لتنام بعدها منهكة متعبة من كثرة العمل.

كافحت أم مهند وتحدت الظروف القاسية والحرب في سبيل تربية أولادها وتأمين لقمة عيشهم دون الحاجة لأحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى