مرضُ زوجي دمَّر حياتي
اسمي “نور” من مدينةٍ بريف إدلب الجنوبي، كنتُ أعيشُ مع أمَّي وإخوتي، كان أبي متزوَّجاً من امرأةٍ ثانية وكان لا يهتمُّ بنا أبداً، أنهيتُ الدراسة الثانويَّة لكنَّي لم أستطع دخول الجامعة بسبب الظروف الماديَّة الصعبة.
تقدَّم لي رجلٌ من نفس المدينة الَّتي أعيشُ فيها لكن كان مقيماً في دمشق وكان متزوَّجاً أيضاً وظروفه الماديَّة جيدةٌ جدَّاً، تردَّدتُ كثيراً لكن سوء الأحوال والحياة دفعني للقبول كي أتخلَّص من الشَّقاء والفقر فتزوَّجت وسافرت معه إلى دمشق.
وعندما بدأت الثورة السُّوريَّة ضد نظام الأسد وجلاوزته وعمَّت المظاهرات شتَّى أنحاء البلاد حتَّى وصلت إلى الحيِّ الذي نسكنُ فيه، حيثُ كان زوجي من أوائل المشاركين في المظاهرات وكان يخرجُ فيها سرَّاً حتَّى علمت قوى الأمن والشبيحة بأنه يخرجُ مع الثوار فقرَّر الخروج من المدينة، وأثناء سفرنا كانت هناك اشتباكاتٌ بين الثوَّار وقوات الأسد وكان الرصاصُ كثيفاً من حولنا حتَّى اخترقت رصاصةٌ ظهر زوجي وأخرى بقدمه فانتابني الخوفُ الشَّديد، دخل زوجي المشفى وكانت حالته سيئةً جداً.
قال لي الطبيب أن زوجي سيكمل حياته مشلول فقد اخترقت الرصاصة العمود الفقري، وصلنا إلى المدينة ولا نملك شيء من أثاث المنزل، وكان عليّ تقديم الأدوية لزوجي والعلاج الكافي.
لم أعرف كيف أدير حياتي مع أولاد زوجي، كان زوجي يملك بعض المال الذي أحضره معه، وكان يخضع للعلاج الفيزيائي والتدليك بالزيوت ومراهم خاصة به، تعلمت طريقة العلاج ورحت أعالجه بنفسي عن طريق العلاج الفيزيائي وبالتمارين الخاصة به والغذاء الكافي ليتمكن من العودة إلى حياته.
كانت ظروف حياتي قاسية، قررت أن أفتح دكاناً صغيراً وأضع فيه بعض الألبسة “البالة” وكنت أنا وأولاد زوجي نعمل في هذا الدكان حتى نجلب بعض المال من أجل الأدوية ونفقة البيت.
وهكذا كانت تمضي الأيام وأنا أملي بالله كبير أن يشفي زوجي وتعود الحياة كما كانت.
(نسرين الموسى)