أحلام تائهة
قبل عام 2011 حيث كنا أطفالا صغاراً، تعشعش قلوبنا الراحةُ والطمأنينةُ بين أهلنا وفي بيوتنا الدافئة تختبئ أحلامنا الصغيرة مثلنا، وسرعان ما تتحقق كارتداء الثياب الجديدة في العيد، وأخذ العيدية التي نسارع بها الى دكان جارنا لنشتري لعبة صغيرة نلهو بها، أو بعض الحلويات لنأكلها والذهاب إلى الأقارب واللعب في الساحات والأزقة، وكذلك الاحتفال بالنجاح في المدرسة آخر العام واستلام مرحى مزينة بزخرفة لامعة.
إلى أن ينقضي كل شيء جميل ببدء عام 2011 ونتحول من صغار لكبار تجتاح أحلامنا الهادئة عاصفة قوية سرعان ما تخرب كل ما هو جميل حولنا ويتحول البيت الجميل لركام والأطفال لأشلاء ويمتزج التراب بالدماء مع مرور أول طائرة حربية فوق بيتنا لتسرق كل أحلامنا وسعادتنا وتحول الطمأنينة والأمان لخوف عارم، والفجر القادم لظلام دامس كالح السواد.
وتجعلني غريبةً في وطن لا صلة ولا قرابة لي فيه أعيش وحدة قاتلة وحنين وشوق كبير وحلم تائه بين حدوده وحدود الوطن الذي عشت فيه طفولتي وأتنفس هواء الشوق للعودة إليه.
(تغريد العبد الله)