هاجرت إلى فرنسا على أمل العودة إلى وطني
أنا فاتن أبلغ من خمسة وثلاثين عاماً، من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، أرملة وأعيش مع عائلتي الصغيرة في منزل أهلي وعندي ولدان محمد ومروة، نقتات على حساب أبي المسن من راتب التقاعد، تقدم رجل للزواج بي لم أقبل هذا الامر في البداية لكن وضع أبي المادي السيء جعلني مجبرة على تقبل الأمر.
كانت معاملة زوجي قاسية مع ابني محمد وابنتي مروة، كانوا يذهبون لبيت أهلي طوال فترة التي كان زوجي يتواجد بها في البيت كي لا يلتقوا به.
وفي يوم من الأيام قرر ابني محمد الهجرة إلى دولة أجنبية، لم أقبل بهذا الأمر فقال لي محمد:” سأسافر فأنا لم أعد أستطيع العيش مع زوجك”، فبعت المصاغ الذي كان معي بدون علم زوجي، وبالفعل سافر ابني وفي أحد الدول الأجنبية التي مر بها تم توقيفه لأنه تحت السن القانونية.
اتصل بي وقال أنا محجوز وطلبوا ولي أمري كي أكمل سفري كان الصدمة كبيرة عليّ، ماذا افعل بزوج قاسي وابنتي التي طوال الوقت في بيت جدها.
فقررت السفر بدون علم زوجي الذي لا يسأل عني وطول الوقت مع زوجته الأولى وأنا عند أهلي، أخبرت أخي بأني سأسافر أنا وابنتي ولا املك المال الكافي، قال لي أخي سوف أبيع مصاغ زوجتي كي تسافري، وعندما سافرت أنا وابنتي ولم أخبر أحد بهذا الأمر وكان عليّ أن أذهب بالتهريب وبشكل غير شرعي، وفي الصباح الباكر سافرت أنا وابنتي، رحلتنا كانت شاقة وصعبة جداً فصعدنا الجبال ومشينا في الغابات، كان الخوف يملأ قلبي على ابنتي التي كنت لها الأمن والأمان.
وصلنا إلى الدولة التي كان ابني محتجزاً بها، كانت السعادة تملأ قلبي برؤية ابني بخير وفي الدولة الأجنبية خيروني أن أبقى أو أسافر إلى دولة أخرى.
فوقع خياري على فرنسا وبالفعل سافرت وصلت إلى هناك، وبدأ أولادي بالدراسة، وأنا كلي أمل بالعودة إلى سورية وعودة الأمن والأمان.
(نسرين الموسى)