حياة شهيد

رجب الدامور شهيد احتضنت روحه أرواح رفاقه تحت ركام الكهف

ولد الشهيد رجب الدامور عام 1992 في مدينة كفرنبل، ونشأ في اسرة بسيطة مكونة من خمسة أخوة، متزوج وليس له أولاد، فقد حياته دفاعاً عن ثورته وقضية شعبه، حيث استشهد في الثالث والعشرين من أيلول لعام 2016، ولم يبلغ من العمر 24 عاماً.

ترعرع رجب بين افراد اسرته البسيطة في مدينته كفرنبل مهد الثورة وأم الشهداء، درس في مدارسها في مختلف مراحلها، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة فضل الخطيب، تجاوز هذه المرحلة بشكل ممتاز، ثم انتقل رجب مع أبناء سنه الى المرحلة الإعدادية في مدرسة هيثم البيوش، وتقدم في هذه المرحلة لحين انتهائها حتى أصبح شاباً وانتقل بعدها الى ثانوية ذي قار.

ومع انطلاق الحراك الثوري وخروج المدن السورية بصيحات الحرية والكرامة كانت مدينة رجب السباقة في طلب الحرية والعيش بكرامة، فكان أحد أبنائها البارين الذين خرجوا بصدورهم العارية حاملين لافتات مبهرة وأغصان زيتون ينادون بأعلى صوتهم (حرية _ حرية).

وفي ذلك الحين تلقى الشهيد رجب بلاغاً بأن يلتحق بصفوف قوات الأسد كونه أصبح في سن الخدمة الإلزامية من قبل شعبة التجنيد العسكرية، هنا وفي هذه اللحظات الصعبة رفض رجب الطلب وفضل البقاء الى جانب اهله وأبناء مدينته دفاعاً عنهم وهو يعلم أن هذه الخطوة مصيرها الهلاك المحتم عند عناصر الأمن التابعين لنظام الإجرام.

شارك رجب في معظم المظاهرات والحراك السلمي ضد حكم نظام الأسد، الذي كان يحكم الشعب السوري بالحديد والنار لكن الأمر لم يعجب قوات الطاغية فبدأ بزج قواته المسلحة في شوارع المدن والبلدات والقرى لتفتك بأبناء شعبهم في محاولة منهم لإخماد نار الثورة وكانت مدينة رجب احدى تلك المدن فكان سباقاً في الدفاع عنها سلمياً وعسكرياً.

ومع ظهور كتائب الجيش الحر وبعد الانشقاقات التي حدثت في صفوف قوات الأسد وتشكيل أبناء البلدات والقرى للكتائب العسكرية التي أخذت على عاتقها مسؤوليه تحرير مدنهم وبلداتهم، انتسب رجب إلى العديد من هذه الكتائب وكان أبرزها فصيل فرسان الحق.

شارك في العديد من المعارك ضد قوات الأسد وكانت أولى مشاركاته في تحرير مدينته كفرنبل وأصيب حينها إصابة طفيفة في الوجه.

وبعد أن أصبح غالبية الريف الجنوبي لإدلب مسيطرا عليه من قبل للجيش الحر انتسب رجب إلى فصيل أحرار الشام وعمل معه في محافظة الرقة، واعتقل من قبل تنظيم “داعش” وبعد فترة تم إطلاق سراحه.

وبعد عودته من محافظة الرقة بعد الإفراج عنه من قبل تنظيم “داعش” انتسب رجب إلى فصيل فرسان الحق من جديد وشارك معه في العديد من المعارك وكان من أبرزها معركة تحرير مدينة مورك في ريف حماة وحي الخادية في مدينة حلب، ومعركة وادي الضيف بريف إدلب.

وبقي رجب منتسبا لفصيل فرسان الحق إلا أن استشهد في الثالث والعشرين من أيلول لعام 2016 في غارة جوية روسية استهدفت أحد الكهوف التي كان قد اتخذ منها فصيل فرسان الحق مقرا له بعد السيطرة على العديد من القرى والبلدات في ريف حماة الشمالي.

“غالب الدامور” والد الشهيد يقول في لفرش اونلاين:” كان رجب مميز عن باقي أفراد العائلة، طيب خلوق هادئ ولم يكن يرفض لي طلباً وكان باراً بي كثيراً، كان يذهب للدفاع عن ارضه وشعبه سواء وافقت بذهابه أم لم أوافق على ذهابه، فهي قضية لا يمكن النقاش معه فيها”.

ويضيف والد الشهيد لفرش أونلاين: “قبل استشهاده بيوم واحد سألت أشقائه عنه وقلبي يغلي كالبركان متى سياتي من رباطه، ثم قالو لي سيأتي غداً صباحا، وبالفعل أتانا رجب في اليوم التالي شهيدا، فكان هذا الخبر صاعقاً كجبل حط رحاله على صدري، فقد حرق قلبي وجعلني أمشي مكسور الجناح والخاطر”.

“عجيب العثمان” صديق الشهيد يقول لفرش اونلاين:” رجب كان من أعز وأغلى الأصدقاء بالنسبة لي، قضيت معه سنوات طويلة، كنا معظم الأوقات سويا، رجب إنسان خلوق متواضع طيب القلب مهما قلت من أوصاف لا أعطيه حقه، كان خبر استشهاده صادما بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى”.

هكذا رحل رجب عن هذه الدنيا الفانية، وترك اهله وعانق ثلة من رفاقه تحت ركام مغارة احتضنت أجسادهم لتخرج روحه الى السماء، وهو شخص قل مثيله في قلة الكلام وكثرة الفعل.

محمد العباس (كفرنبل-إدلب)

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى