غير مصنف

الصقيع..!!

رحلتُ إلى حيث اللاعودة

كنتُ مصرة على الضياع فقد كانت أعماقي حزينة ووحيدة

يا الله كان حلماً بارداً… مثلجاً ومصقع

استيقظت على قطرات الحبر النازفة فوق مسودة حياتي

كان آخر شيء قد سمعته أزيز الرصاص السابح في جوف الريح

قمت بصعوبة مستندةً إلى جذع كرسي المنسوج من الخيزران والذي كان يحفر في جلدي الرقيق ساعات طويلة من الانتظار

أغلقت نافذة غرفتي المطلة على عالم أفكاري الدافئ والوحيد

دفء كان يزورني أحياناً ليؤنس وحدتي القاتلة

ظلام غرفتي الحالك الممزوج بعواء الريح المستذئبة

سبباً ليزيد في هدر الدفء من جسدي

جسدي الهزيل يختفي خلف عباءة مهترئة في ملجأي الدافئ الوحيد

جسدي النحيل كان يثور متمرداً على لحن الصقيع

عباءتي الموروثة عن جدتي وآخر كأس شاي لم يسعفاني لأجتاز برودة الصقيع

أشحت بنظري إلى زاوية غرفتي، آخر قطعة خشبية متكئة على حافة موقدي الجاسم فوق أكوام من دمار دفء عتيق

حاولت إشعال الموقد فخانتني أعواد الثقاب المسترطبة استجمعت ما تبقى من دفء

في جسدي متشبثةً بآخر زفرة دفء تخرج من جوفي الملتهب بالألم والقهر

فصقيع الأيام الطويلة من الوحدة وبرودة هذا العالم المجنون كانت كفيلة لتجميد عروقي، وتوقف آخر نبضة دفء في صدري

عباءتي الموروثة عن جدتي باتت عاجزة فصقيع العالم المجرم صيرني كرة ثلجية منسية في زاوية اللاإنسانية…

 

وفاء المحمد (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى