مدونة المرأة

بالرغم من إصابتها تمكنت من إيجاد عمل تعيش منه مع أولادها

وفاء المحمد (كفرنبل-إدلب)

بعد سفر زوجها وإصابتها هي وولدها الكبير بقذيفة سقطت بالقرب من منزلها أصبحت الحياة تزداد سوءًا يوماً بعد يوم.

هبة في الـ 40من عمرها، لديها طفلين وزوجها مغترب منذ أكثر من 10سنوات، كانت هبة تعمل بالخياطة في منزلها، فهي هوايتها المفضلة منذ الصغر، وغياب زوجها لفترات طويلة جعلها تتعلق بها أكثر، وكانت تمضي معظم الوقت في تفصيل الملابس.

كان زوجها يأتي لزيارتهم كل سنة أو سنتين وذلك قبل اندلاع الثورة، فقد كان هنا عاطلاً عن العمل وأمضى الكثير من الوقت وهو يبحث عن عمل يؤمن به المال، ولكن دون جدوى فاضطر للاغتراب خارج البلاد، ليؤمن المال لعائلته، حتى تحسنت حالتهم المادية جيدة.

ومع بداية الثورة في سوريا لم يأت زوجها لزيارتهم إلاّ نادرًا بسبب سوء الأوضاع وخوفًا أن يكون عرضة للاعتقال، وعلى الرغم من ضيق الحال التي وصلت إليها هي وأولادها إلاً أنها كانت سعيدة بصحبة أولادها.

وفي أحد الأيام كانت تجلس مع أولادها أمام المنزل وإذ بقذائف النظام تنهمر في حيهم كالمطر، ما أدى إلى إصابتها في يدها وإصابة ولدها الكبير إصابة خطيرة كادت تودي بحياته.

مكثوا في المشفى لفترة من الزمن بعد ذلك تماثلت الأم والطفل إلى الشفاء، ولكن لم تعد تستطيع العمل، حتى أنها حرمت من هوايتها المفضلة وهي عملها في الخياطة بسبب إصابة عصب يدها اليمنى.

قدم زوجها لزيارتهم مرة واحدة بعد إصابتهم هي وابنها، ولم يعد مرة أخرى فقط كان يتحدث إليهم عبر الهاتف، وكان يرسل لهم النقود بين الفترة والأخرى ولكن هذه النقود لا تكاد تكفي لشراء الدواء لها ولولدها.

ولكن هبة لم تستسلم لهذا الواقع وقررت أن تقف بوجه واقعها وأن تعمل بعمل تؤمن به بعض النقود لتعيش هي وأولادها دون الحاجة لأي أحد، وبدأت بتنفيذ ما فكرت به وأخذت بإحضار بعض المواد الغذائية والمعلبات والمنظفات وبدأت تبيع فيه، وأخذت حالهم تتحسن شيئًا فشيئًا.

أما الآن وبعد إصرار هبة على تأمين حياة جيدة لها ولأولادها فقد أصبح حالهم أفضل بكثير من ذي قبل وأصبحت تستطيع تلبية حاجات أولادها رغم الأسى والمعاناة التي مرت بها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى