غير مصنف

خطابٌ مع أبي..قف ساعةً..!

كلُّ شيءٍ صار وهماً إلّا أنا، حتَّى امتدادُ الضوء في دمي الَّذي كان قبل دمعتين من القيامة صار وهماً.
قبل دمعتين كانت هذي البلادُ تُحيكُ ما تبقى من الحياة من خيوط الفجرِ والزهرِ والعطرِ والشَّعر.
قبل دمعتين يا أبي كان هذا السَّردُ الشقيُّ مفعماً بالأمل رغم الشَّقاء.
كلُّ شيءٍ كان مزهراً قبل أن تصرخَ تلك البريئة “دخيلكن تعالوا انقذونا”، لكن يا أبي سأكون غبيَّاً وأعيدها عليك هذي البلادُ لم تزل تشعُّ رغم العتم.
فقف ساعةً على ضفاف الأمل وكأنَّك ترى ولا تُرى وسأقفُ معك لتطوقُني العتمةُ والسكونُ قليلاً لأشعر بخوفك يا أبي.
لكي يقتلوني بدلاً عنك، ويضيفوني ضحيَّةً أخرى بين ضحايا الوطن، رغم أنَّي رجل الياسمين والغناءِ يا أبي.

 

محمد عبيدو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى