تقارير

سقط البشير وبو تفليقة… فهل سيسقط بشار الأسد؟

أسدل الستار عن رئيسين عربيين جديدين يتركان السلطة نتيجة الاحتجاجات الشعبية، وهو ما يعتبر نقطة تحول كبيرة في المنطقة العربية التي اعتادت فيها الشعوب على زعيم واحد يحكم البلاد حتى وفاته أو تسليم السلطة لأحد أبنائه.

ففي بقية الدول العربية التي وصلها الربيع العربي لم تكن الحال مشابهة للوضع في كل من السودان والجزائر، فبعد الاحتجاجات المناهضة لتولي الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة للعهدة الخامسة، ورفض الشعب الجزائري لرئيس لا يستطيع القاء خطاب سياسي لشعبه، أسدل الستار عن “بو تفليقة” ليتمكن الجزائريون من تحقيق ما خرجوا من أجله ألا وهو التغيير.

وليست السودان ببعيدة وبعد عدة أشهر من مواصلة الشعب السوداني للاحتجاجات التي بدأت بالدعوة إلى إصلاحات اقتصادية وسياسية في البلاد، لكن تعنت النظام السوداني واستخدام القوة ضد المحتجين أدى لتحول تلك الاحتجاجات إلى دعوات لإسقاط النظام وهو ما نتج عنه قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين نتيجة استخدام القوى الأمنية والجيش السوداني للقوة لفض المظاهرات، ونتيجة لذلك تصاعدت حدة الاحتجاجات في عموم البلاد لتمتلئ الساحات بالمتظاهرين، ولعل التطور الأكبر كان في 11-4-2019 حيث انحاز الجيش للشعب وأعلن عن عزل الرئيس عمر البشير وقام بالإعلان عن مجلس انتقالي يدير البلاد، وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف مطالب السودانيون بل طالبوا بأن تكون إدارة البلاد بيد السياسيين والهيئات المدنية خوفا من سيناريو مشابه لما حصل في  مصر.

ما حصل في هذين البلدين رسالة تحوي الكثير من الدلالات بأن الشعوب قادرة على التغيير في بلادها، ولعله يعطي الأمل للشعب السوري في قرب الخلاص من نظام الأسد، كما يقول المواطن مصطفى السويد لفرش أونلاين.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين يقول المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال حول التطورات في السودان والجزائر:” إن ما قام به الجيش الجزائري هو عملية التفاف على الإرادة الشعبية المتلهفة للخلاص من النظام بكافة رموزه والبدء بالتغير نحو دولة المؤسسات التي تحترم شعبها، وأما بالنسبة للسودان فالذي حصل هو جريمة كبيرة للشعب السوداني وهو إعادة إنتاج النظام القديم بنفس وجوه التي ادعت وقوفها إلى جانب الإرادة الشعبية”.

وأضاف “الر حال”:” بالنسبة للوضع في الجزائر فهو أخف مما عليه في السودان، كون ما حصل في السودان هو إعادة انتاج النظام بنفس الوجوه بعد عزل البشير، ولحد كبير ما حصل في السودان هو نفس ما قام به الرئيس المعزول من انقلابه وتوليه سدة الحكم لثلاثين عاما”.

وعن الوضع في سوريا واستمرار الثورة الشعبية ضد النظام السوري اعتبر “الرحال” في حديثه بأن سوريا مجاورة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وما تريده إسرائيل يتم تنفيذه في المناطق القريبة منها، إضافة إلى أن بنية الجيش السوري مختلفة عن بقية الجيوش العربية فبنيته تعتمد على الطائفية والعقائدية، “فمنذ بداية الحراك الشعبي اختار هذا الجيش الوقوف ضد الشعب السوري، وكلنا شاهد ما جلبه هذا للسورين من المآسي والآلام والنزوح”.

لم يجلب الربيع العربي الكثير من التغير للبدان التي زارها ولعل ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن، فغالبية تلك البلدان إما مقسمة اليوم كليبيا واليمن وبعضها أعيد إنتاج نظام استبدادي لا يفرق عن النظام القديم كمصر.

ولعل الذي يحدث في سوريا هو الأقسى والأدهى في العصر الحديث ف “الجيش السوري” وقف بجانب نظام الأسد بدلا من مساندة الشعب السوري، بل وارتكب آلاف المجازر بحقه، إضافة لتحويله البلاد إلى ساحة صراع دولية وإقليمية.

ما حصل في السودان والجزائر ليس بجديد فغالبية الأنظمة العربية الحاكمة اليوم أما أتت عن طريق انقلابات عسكرية أو تعديلات دستورية أو عن طريق وراثة السلطة من حاكم لأخر.

 

حمزة العبد الله

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى