غير مصنف

الاحتلال الروسي لسوريا وجه آخر للإرهاب في العالم

تدخلت روسيا في سوريا أواخر العام2015 ,  تحديدا في شهر أيلول /سبتمبر ، لتعلن الوقوف ومساندة نظام الأسد في حربه ضد المدنيين ،نظام الأسد لم يدخر جهدا إلا واستخدمه في قمع ثورة الشعب السوري منذ انطلاقتها في شهر آذار من العام2011 , القصف والقتل الاعتقال والتهجير كانت أساليب النظام في حربه ضد المدنيين ، لتدخل روسيا مدعية دخولها بطلب رسمي من حكومة تعتبرها شريعة في دمشق ، روسيا والتي بدأت حربها ضد السوريين منذ ذلك الوقت ارتكبت عشرات المجازر بحق المدنيين بل كان لها دور كبير في تمكين نظام الأسد من استعادة السيطرة على العديد من المناطق الثائرة عن حكمه منذ تدخلها السافر وعدوانها على الأراضي السورية بحجج واهية تذرعت بها لنفسها لتجد موطئ قدم داخل الأراضي السورية ،كما وكان لها دور كبير في تغير التركيبة الديموغرافية للمحافظات السورية والمناطق الثائرة من خلال تفريغ هذا المناطق من أهلها بعد العمليات العسكرية ورعايتها لما يسمى اتفاقيات  “المصالحات الوطنية ” والتي يطلق عليها السوريون اتفاقيات التهجير القسري.

“الإرهاب” أو كما تسميه روسيا كانت ذريعتها للتدخل في سوريا، مع العلم بأن الإرهاب الذي مارسته ضد السوريين يفوق أي إرهاب، فمنذ تدخلها والشعب السوري يذوق كل أنواع القتل بأسلحة متطورة استخدمتها لقتل السوريين، تدخل أدى إلى كوارث ومأسي كثيرة وبشعة بحق المدنيين التي طالت منازلهم ومدنهم غارات طائراتها وصواريخها.

لم تدخل روسيا إلى سوريا حبا بنظام الأسد بل طمعا بثروات سوريا الباطنية ، فمثل ما هو معلوم سوريا بلدي غني بالثروات الباطنية كالنفط والغاز وغيرها الكثير، فمنذ تدخلها تمكنت من بسط نفوذها على دوائر صنع القرار العسكرية والسياسية لدى نظام الأسد بل وأصبحت متحدثا ينوب عنه في المحافل الدولية ،كذلك بسطت سيطرتها على المنشأت الحيوية في سوريا كالمنطقة الساحلية حيث تتواجد قواعدها البحرية بالإضافة إلى قاعدة حميميم الجوية والتي تنطلق منها طائرات الموت لقتل السوريين دون تفريق بين صغير أو كبير فهي تتذرع بالإرهاب الذي هو جزء من سياستها التي مورست ضد السوريين ، لتصبح بذلك من دول عضو في الأمم المتحدة إلى بلد محتل لأراضي دولة أخرى.

روسيا والتي استخدمت الأراضي السورية لتجربة الأسلحة والذخائر التي تصنعها وتقوم بتجربتها من أجل قتل السوريين جعلت من سوريا حقلا للتجارب ولتسويق أسلحتها إلى الأسواق العالمية، فلولا تدخلها لكان نظام الأسد ساقطا منذ سنوات والتي اعترفت به روسيا بأنه لولا تدخلها لكان النظام منتهيا منذ فترة طويلة.

صحيح أن روسيا ساندت وماتزال تساند القاتل في حربه ضد السوريين إلا أنها تستخدمه كورقة تفاوضية بين الدول الكبرى من أجل تقاسم النفوذ والمصالح والثروات وحين تنتهي صلاحية هذه الورقة فإنها سوف ترميها وتقوم بإحراقها.

حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى