مدونة المرأة

لا أريد من هذه الحياة سوى أن أرى أولادي ومنزلي قبل مماتي

أنا أم حسن امرأة مسنة أبلغ من العمر 70 عام، من بلدة كنصفرة، متزوجة ولدي ولدان وابنتان، كنت أعيش في سهل الغاب في منطقة تدعى الحاكورة، كان لدى زوجي منزل على الطريق الرئيسي للبلدة، وكان يملك أرض زراعية يعمل بها طوال مواسم العام.

ومع اندلاع الثورة السورية المباركة، ودخول قوات نظام الأسد إلى جميع المناطق، كان للقرية التي كنا نسكن بها النصيب الكبير من تلك التعزيزات العسكرية بسبب موقعها.

وفي أحد الأيام طوق مجموعة من قوات نظام الأسد منزلنا وقاموا بتفتيشه مثل المجانين، سألت أحدهم ماذا تفعلون فقال اسكتي لا دخل لك بهذا.

وبعد أن قلبوا المنزل رأساً ع عقب صعد أحد العناصر إلى السطح وأخذ ينظر يميناً ويساراً وبعدها بعدة دقائق تكلم مع الضابط الذي كان يقود هذه الحملة العسكرية، بكلام لم أفهم منه شيئاً لشدة الخوف، وبعد نصف ساعة قال لي الضابط أين زوجك قلت له إنه يعمل في المزرعة هز برأسه وخرج هو والجنود الذين كانوا معه.

وفي فجر اليوم التالي عادوا من جديد وصرخ أحد الجنود اخرجوا جميعاً من المنزل، نريد أن نجعل منه مقراً عسكرياً لنا.

أخذ زوجي يتوسل لهم كي لا نخرج من المنزل دون أي استجابة منهم.

أخذت بعض الثياب والأمتعة وخرجنا إلى الشارع للبحث عن سيارة نستقلها إلى بلدة كنصفرة للعيش في بيت أهل زوجي.

كان المنزل قديماً جداً وكان لا يصلح للعيش أبداً خرجت إلى منزل جارنا لأجري مكالمة مع أولادي الذين خرجوا من سوريا إلى لبنان هم وعوائلهم، قال لي ابني حسن سوف أبعث لكم بعضاً من المال كي تقوموا بترميم البيت ومن أجل أن تسكنوا فيه.

وبعدها قمنا بترميم المنزل وها نحن نعيش فيه، بعيداً عن أرضنا وأولادنا وكلنا أمل بالعودة إلى منزلنا الذي تركناه وبقي قلبي عنده، وبعد هذا العمر لا أريد سوى أن أرى أولادي ومنزلي قبل أن أموت.

نسرين الموسى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى