تقارير

عشرات الأطفال مهددون بالموت بعد توقف الدَّعم عن مركز “الثلاسيميا” بريف إدلب الجنوبي

حمزة العبدلله (كفرنبل_ادلب)

مركز “الثلاسيميا” في مدينة كفرنبل يعتبر المركز الوحيد الشمال السوري المحرر، والذي يعنى باستقبال الأطفال المصابين بالمرض وتقديم العلاج لهم.

يستقبل المركز عشرات الأطفال المصابين بالمرض بشكل يوميّ ويعمل على تقديم كافَّة الخدمات الطبِّيَّة لهم، كنقل الدَّم مرَّة أو مرَّتين في كل شهر، وإجراء التحاليل الطّبّيّة اللازمة لمتابعة وضعهم الّصحّي بشكل متكرّر، كما يوفّر المركز الأدوية الخالية من الحديد وذلك لأن جسم المصاب يخزّن الحديد وفي حال لم يتم سحبه فإنه سيخزّن في الأعضاء الحيويَّة في الجسم، كالكبد والكلية والبنكرياس والقلب، ومع مرور الأيَّام سيؤدِّي ذلك إلى قصور في عمل هذه الأعضاء وبالتالي الوفاة.

الدكتور “عبد الباسط سليمان” المسؤول عن مركز الثلاسيميا في مدينة كفرنبل قال لموقع فرش أونلاين: “إنَّ مرض الثلاسيميا يعمل على تخريب أو تحطيم الكريَّات الحمر مع تحرر الهيموجلوبين منها وظهوره في البلازما ويسمى بمرض “انحلال الكريات الحمر” أو “انحلال الدم”، وهو مرض وراثي يصيب الأطفال وتقدر نسبة حدوثه في العائلة المصابة بنصف عدد الأطفال لديها”.

إن مريض الثلاسيميا يحتاج شهريَّاً إلي نقل الدم مرَّة أو مرّتين حسب شدَّة الانحلال والوضع الصحي للمريض، ويحتاج أيضاً إلى إعطائه الأدوية الخالية من الحديد، كما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى عناية طبِّيَّة خاصَّة بهم.

ويعتبر مرض الثلاسيميا من الامراض الوراثيّة والتي تصيب الأطفال منذ الولادة ويستمر مدى الحياة، وتُعدُّ الأدوية التي تستخدم لعلاج المرضى غالية الثمن إذ تقدَّر حاجة الطفل المصاب بالمرض بما يقدر ب(500) دولار شهريَّاً.

يستقبل المركز عشرات الحالات ومستمر في تقديم الخدمات الطبِّيَّة رغم توقف الدَّعم عن المركز منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويعمل على تقديم الدَّواء المتواجد لديه حاليَّاً، وفي حال لم يتم تقديم الدعم اللازم للمركز فإنَّ مصير عشرات الأطفال مهدداً بالخطر.

ويقدَّر أعداد الأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا نحو 380 طفلاً من مناطق مختلفة تقصد المركز من أجل تقديم العلاج لهم.

الطفلة “شيماء حسالي” من مدينة جسر الشغور إحدى المصابات بالثلاسيميا قالت لموقع فرش أونلاين: “منذ عامين وأنا وشقيقاتي نأتي إلى مدينة كفرنبل من أجل نقل الدم وتقديم الدواء لنا، لأنَّ منطقتنا لا يوجد فيها مركز لتقديم العلاج وهناك الكثير من الأطفال مثل حالتي ونتمنَّى جميعاً أن يستمر المركز بتقديم العلاج لنا”.

شقيق الطفلة شيماء الحسالي (سامر حسالي) قال لموقع فرش أونلاين: “منذ عامين ونحن نأتي إلى هنا من أجل علاج شقيقاتي، نقطع مسافة طويلة من جسر الشغور إلى كفرنبل، لنستطيع إكمال العلاج لهنّ لأن التكلفة مرتفعة جداً ونحن لا نملك المال الكافي، أناشد باسمي وباسم كل من يأتي إلى مركز الثلاسيميا في كفرنبل لتقديم الدعم للمركز من أجل استمراره في تقديم العلاج للأطفال المصابين بالمرض والذين لا ذنب لهم”.

مركز كفرنبل للثلاسيميا يعتبر الوحيد من نوعه في المناطق المحرَّرة في الشمال السوري الّذي يكافح مرضاً لطالما منع الارتباط بمن نحب، يعاني اليوم من توقُّف الدَّعم المادِّي والّذي سيؤدي لتوقف عمله، ليبقى مصير عشرات الأطفال مجهولاً في ظل الأوضاع الصعبة الّتي تعيشها البلاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى