تقارير

إدلب للمجهول..!

تتسارع الأحداث بشكل كبير ومتغير في منطقة خفض التصعيد الرابعة المشمولة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بالتزامن مع فشل المفاوضات التركية الروسية حول مصير مدينة خان شيخون التي دخلتها ميليشيات قوات النظام مصحوبة بعناصر من القوات الخاصة الروسية يوم أمس الخميس.

وشهدت الأيام الماضية مفاوضات ثنائية بين قطبي شوتشي حول مصير كل مدينة خان شيخون ومورك واللطامنة وكفرزيتا، إلا ان تلك المفاوضات فشلت بحسب مراقبين بعد تقدم ميليشيات النظام ودخولها إلى المنطقة وإصرار موسكو على مطالبها المتمثلة بسيطرة النظام على مدن وبلدات منطقة “نزع السلاح”.

وكانت قد شهدت الأيام الأخيرة دخول تعزيزات عسكرية تركية ضخمة إلى محافظة إدلب توجهت جميعها إلى مناطق محيطة بمدينة خان شيخون لإنشاء نقطتين للمراقبة على الاوتستراد الدولي للحلول دون دخول مليشيات النظام إلى المنطقة، بحسب ما أفاد مراسلو راديو فرش المتواجدين في المنطقة.

وتعرض الرتل التركي لغارات جوية من قبل طائرات النظام الحربية استهدفت أطراف الطريق الدولي والمرافقة التابعة للقوات التركية المتمثلة بفيلق الشام المنضوي ضمن صفوف الجبهة الوطنية للتحرير، وأدت تلك الغارات إلى توقف الرتل بالقرب من بلدة حيش قرب مدينة خان شيخون.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين يقول مسؤول التواصل والتنسيق مع نقاط المراقبة التركية الأستاذ ضيف الله المر:” إن نقاط المراقبة وبما فيها نقطة مورك لن تغادر مواقعها بل هناك تعزيزات شبه يومية تدخل لتعزيزها، وبما يخص نقطة المراقبة التاسعة لا يوجد نوايا لنقلها أو إغلاقها كما صرح مسؤولون أتراك بما فيهم وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو”.

ويضيف “المر”:” قبل عدة أيام دخلت تعزيزات ضخمة إلى ريف إدلب جميعها توجهت إلى محيط مدينة خان شيخون من أجل إنشاء نقطتين مراقبة جديدتين، ولكن بسبب اعتراض الرتل التركي من قبل طيران النظام الحربي توقفت القوات بالقرب من بلدة معر حطاط وبدأت على تدشيم ورفع السواتر بشكل مؤقت حتى تنتهي المفاوضات التركية الروسية”.

وأكد “المر”:” بأنه سيتم إنشاء نقطاتا مراقبة جديدتين بالقرب من مدينة خان شيخون وسيتم فتح الطريق إلى نقطة المراقبة التاسعة”.

معارك إدلب تتزامن بدفع الجيش الوطني لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة.

وتتزامن معارك ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بوصول تعزيزات عسكرية لقوات من الجيش الوطني السوري في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون إلى المنطقة لمساندة الفصائل الثورية بالتصدي للحملة العسكرية، ويأتي دخول الجيش الوطني بعد حملة للمدنيين في المناطق المحررة دعت فيه إلى إثبات وطنيته بالمشاركة جنبا إلى جنب مع بقية الفصائل.

وكانت قد شهدت الأيام الماضية دخول الدفعات الأولى من قوات الجيش الوطني والتي دخلت بالتنسيق والتواصل مع غرفة عمليات الجبهة الوطنية للتحرير.

الناطق باسم الجيش الوطني الرائد يوسف الحمود يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” إن مشاركة الجيش الوطني جاءت بالدرجة الأولى كون أن المعركة في إدلب هي معركة الثورة السورية ككل وكواجب علينا قمنا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بالتنسيق الكامل مع الجبهة الوطنية للتحرير التي قدمت لنا الأعداد الأسلحة المطلوبة وبدورنا قمنا بتوجيه قوات من الفيلق الأول إلى المنطقة”.

وعن طبيعة انتشار تلك القوات يضيف “الحمود”:” الأخوة في الجبهة الوطنية هم المعنيون في تحديد أماكن انتشار قوات الجيش الوطني وتحديد المهام الموكلة لهم، وبما يخص إرسال تعزيزات إضافية فإن الوطنية للتحرير هي المعنية بتحديد ذلك”.

إدلب صراع روسي تركي وخرائط قد ترسم واقع جديد.

ويتزامن ذلك كله مع وجود خلافات عميقة بين تركيا وروسيا على تفسير اتفاقيتا سوتشي وأستانا حول إدلب، ففي الوقت الذي تصر فيه موسكو على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة السورية من مناطق نزع السلاح وبأن تكون السيطرة لميليشيات النظام إلا أن لأنقرة رأي مغايير متمثل بضرورة التقيد بالاتفاقيات السابقة التي تنص على منطقة منزوعة السلاح من كلا الطرفين، وما هو يفتح باب وجود خلافات على آليات التطبيق مع تمسك كل طرف بوجهة نظره الخاصة.

الأستاذ ميشيل كيلو الكاتب والمحلل السياسي يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” إن كل ما يحصل في منطقة إدلب هو رغبة روسية بفرض أمر واقع جديد على تركيا التي ذهبت للاتفاق مع واشنطن حول المنطقة الآمنة المزمع إنشائها خلال الأسابيع المقبلة، ومن الملاحظ أنه كلما اقترب الطرفان التركي والأمريكي من الاتفاق على نقاط معينة تخص شرقي الفرات زاد الضغط العسكري من قبل روسيا وحليفها الأسد على منطقة خفض التصعيد وكأنها رسائل روسية مباشرة بأنه لا يمكن لكم تجاهلنا في مصير المنطقة الشرقية”.

ويضيف “كيلو”: لا يزال الغموض يكتنف المنطقة فروسيا تحاول الوصول إلى الطريق الدولي لفرض أمر واقع على الجميع في المنطقة سواءا تركيا أو فصائل المعارضة، فاتفاق سوتشي ينص على فتح الطريقين الدوليين الذان يماران من محافظة إدلب سواءا عن طريق السياسة أو القوة”.

مخاوف من كارثة إنسانية. 

ويستمر نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من ريف إدلب الجنوبي إلى المناطق الحدودية في ظل ظروف إنسانية صعبة تعصف بهم ووجود الآلاف الذين لا يزالون تحت ظل أشجار الزيتون.

وكانت قد بدأت ميليشيات النظام مدعومة بطائرات الاحتلال الروسي عملية عسكرية في الخامس من شهر أيار/مايو وسيطرة من خلالها على عشرات القرى والبلدات في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وكان أخرها مدينة خان شيخون وبلدات كفرزيتا واللطامنة ومورك وغيرها.

إعداد: حمزة العبدالله
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى