نيويورك تايمز: خلال 12 ساعة.. طيرانُ العدوان الروسي قصف 4 مشافي في سوريا
وثقت صحيفة التايمز الأمريكية في تقرير لها، استهداف طيران العدوان الروسي لعدد من المشافي والنقاط الطبية في سوريا، وذلك لدعم نظام بشار الأسد والقضاء على ما تبقى من الشعب المعارض له.
وأظهرت مجموعة من التسجيلات الصوتية لطيران العدوان الروسي، التي حصلت عليها التايمز، كيف ساعدهم قصف المستشفيات في إنقاذ حكومة بشار الأسد.
وتمكنت التايمز من تحليل التسجيلات الصوتية وتتبع غارات جوية استهدفت أربع مشافي خلال ١٢ساعة فقط في شهر أيار/مايو، وأثبتت تورط الطيارين الروس بشن كل من هذه الغارات.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى اتُهام روسيا بالقيام بهجمات ممنهجة ضد المستشفيات والعيادات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية كجزء من استراتيجيتها لمساعدة نظام بشار الأسد على الانتصار في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات
ونوهت الصحيفة في تقريرها إلى أن، منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان قامت بتوثيق ما لا يقل عن ٥٨٣ من الهجمات المماثلة منذ عام ٢٠١١ ، ٢٦٦ من هذه الهجمات تم تنفيذها منذ بدء تدخل روسيا في أكتوبر٢٠١٥، هذا وقد قتل ما لا يقل عن ٩١٦ عاملاً في المجال الطبي في سوريا منذ العام ٢٠١١.
وجمعت الصحيفة عدد كبير من الأدلة لتحليل تفجيرات المشافي حدثت في الخامس والسادس من شهر مايو، منها شهود عيان وسجلات حركة الطيران وتحققت منها لتأكد أن الطيران الروسي كان يحلق في أجواء المناطق التي تم استهداف المشافي المتواجدة فيها.
واعتبرت الصحيفة قصف المستشفيات بدون مبالاة أو عن قصد هو جريمة حرب، لكن إثبات المسؤولية عن ارتكاب جرائم الحرب وسط حرب أهلية معقدة مسألة صعبة للغاية. فحتى الآن، يفتقر العاملون في المجال الطبي في سوريا ومنظمات حقوق الإنسان إلى دليل على هذه الجرائم.
وتابعت الصحيفة في التقرير الذي يوثق اشتراك طيران العدوان الروسي في قصف المشافي في سوريا، ” إن موقع روسيا في مجلس الأمن جعلها تستخدم حق النقض(الفيتو) ضد القرارات التي تدينها في ارتكاب تلك الجرائم، بينما أكدت روسيا في مجلس الأمن أنها تقوم بتنفيذ ضربات جوية دقيقة وتمت دراستها من قبل بشكل كبير.
ومن جهته فتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش تحقيقًا في قضية استهداف المستشفيات في أغسطس / آب. التحقيق والذي لا يزال جارياً، يهدف جزئيًا إلى تحديد سبب الهجوم على المستشفيات على الرغم من أن تلك المستشفيات أضافت مواقعها طوعًا إلى قائمة منع الاستهداف التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تم إعلام روسيا وأطراف الصراع الأخرى بها لمنعهم من الهجوم عليها.
في حين قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إنه في الفترة الواقعة بين ٢٩ أبريل وحتى منتصف سبتمبر، عندما هاجمت روسيا قوات الأسد آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا، تعرضت ٥٤ مستشفى وعيادة في مناطق المعارضة السورية للهجوم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حاول ما لا يقل عن سبعة مشافي حماية أنفسهم من خلال إضافة مواقعهم إلى قائمة منع الاستهداف. في 5 و٦ مايو، هاجمت روسيا أربعة مستشفيات كان جميعها ضمن القائمة.
وأكدت، أن البداية كانت عند مشفى نبض الحياة الجراحي، وهو أحد أكبر مراكز معالجة الصدمات النفسية في جنوب ومشفى كفرنبل الجراحي ومشفى كفرزيتا ومشفى الأمل لجراحة العظام، وجميعها تم استهدافها بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي الروسي والتابع لنظام الأسد في أجواء المناطق المستهدفة، وذلك بحسب مراقبون.
وتعمدت روسيا ونظام الأسد قصف المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق المحررة، وذلك عن طريق استهدافها بشكل مباشر بالطائرات الحربية والمروحية، ما تسبب في زيادة المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري في المناطق المحررة.