بإصرارها.. لم تنثني أمام مصاعب الحياة
كثيرا ما ناضلت المرأة وجاهدت بكل قوة واصرار وعزيمة لتثبت أنها ليست أقل قدرة من الرجل، وخصوصاً في ظل مجتمع ينظر إلى المرأة على أنها غير قادرة على تحقيق النجاح، وبعزيمتها واصرارها أثبتت أن لا شيء مستحيل حتى ولو كان ذلك ضمن الحرب والظروف الصعبة فهذه عبير التي لم تكمل الخامسة والعشرين اضطرت لمواجهة ما مر عليها بعد أن أصبحت أرملة.
تزوجت عبير منذ أن كان عمرها 19عاما وتوفي زوجها مصطفى قبل عدة سنوات إثر تعرضه لنوبة قلبية، كانت وفاته صدمة مفاجئة بالنسبة لها فلم تظهر على زوجها أي أعراضٍ مرضية سابقة، عندما توفي مصطفى كان لايزال في العشرينيات من عمره، وكان يعمل كسائق سيارة.
بعد أن أتمت عبير عدتها قررت أن تبحث عن عمل من أجل تربية طفلها ومساعدة أهلها بمصروف المنزل بعد أن بقيت عندهم، فتقدمت لدروة تمريض استمر التدريب بها قرابة الشهر، وبعد نجاحها بتلك الدورة تم قبولها بتلك الوظيفة وأصبحت ممرضة.
“كان أول يوم من دوامي في المشفى الذي توظفت به صعب للغاية، فأنا غير معتادة على رؤية المرضى ورؤية من يتألم أمامي، ولكني اصررت على المتابعة وقررت أن أعمل جاهدة من أجل أن أريح المرضى وأقدم لهم ما يحتاجونه من اسعافات.” تقول عبير.
حينها بدأت عبير طريقها المليء بحب الخير للناس ومساعدتهم وخصوصاً أنها تعينت بالقسم المخصص للأطفال حيث مجال عملها.
بالإضافة إلى عملها كممرضة قررت عبير أن تعمل كمدرسة في منزل أهلها لعدد من أطفال الجيران وغيرهم من الناس، قاصدة أن تنسيهم ما مر عليهم من أحداث في ظل هذه الحرب، فقد كانت عبير بالإضافة إلى تعليمهم تلاعبهم بألعاب ترفيهية وتوعوية، وكان الفخر يملأ قلبها بهذا العمل.
كانت عبير مصرةً على المضي في تربية ابنها والسير في طريق تنميته، رغم تقدم كثير من الشبان لخطبتها، مثبتةً أنها تسعى جاهدة من أجل أسعاد طفلها وتعويضه عن حنان الأب الذي فقده صغيرا.
أية عبد السلام