حياة شهيد

دماء طفلٍ وأحلامهُ اندثرت بين ركام الموت

ولد الشهيد قصي عبد الباسط الخطيب، في الأول من حزيران من العام ،2001 في مدينة كفرنبل، وللشهيد عائلة مكونة من خمسة ذكور وستة إناث، ويعتبر الولد الأصغر في عائلته.

عاش حياته منتقلاً بين مدن وبلدات ريف إدلب بسبب طبيعة عمل والده والتحق بمدارس بلدة سنجار شرقي إدلب، حيث درس المرحلة الابتدائية وبعدها انتقل إلى مدينته وتابع إكمال دراسته الأساسية في مدرسة الشهيد هيثم البيوش.

لم ينهي دراسته الإعدادية بسبب انطلاق الثورة السورية في العام 2011.

وكأي طفل كان للشهيد العديد من الأحلام التي يسعى لتحقيقها كتطوير نفسه والمثابرة في دراسته من أجل الوصول إلى حلمه، بأن يصبح إنسانا فاعلاً في المجتمع.

وفي صباح يوم الخميس الموافق للثالث من نيسان من العام 2019، وكأي خميس كان يذهب قصي إلى سوق المدينة من أجل شراء احتياجات المنزل من خضار وفواكه وخبز نتيجة اعتماد أسرته عليه في تأمين تلك الاحتياجات.

خرج قصي في ذلك اليوم ولم يعد بعدها حيث استهدفت قوات نظام الأسد بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، وسط مدينة كفرنبل ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، كان وقتها قد أصيب عدة إصابات وتم نقله إلى مشافي مدينة معرة النعمان حيث وافته المنية صباح يوم الجمعة في الرابع من نيسان بعد يوم واحد من مجزرة من أفظع المجازر التي شهدتها المدينة.

والدة قصي تقول لفرش أونلاين: “إن ولدي فلذة كبدي كان لا يرفض لي طلبا وكان دوماً يخرج لتأمين احتياجات المنزل، كان رحمه الله ولداً باراً، كان في كل مساء يستمع إلى آيات القرآن الكريم قبل نومه، وفي إحدى الأيام قام بتوديعي فاستغربت لهذا التصرف وكأنه كان على علمٍ بأنه سيرحل عن هذا الحياة”.

أحمد الخطيب شقيق الشهيد قصي يقول لفرش أونلاين راثياً شقيقه: “رحل ولم يقل لي وداعاً، هو عند ربي لا يسمع سوى دعائي رحمك الله يا أخي، مرت سبع شهور، ولا زلت أتخيل أنّ وفاتك مجرد حلم وإنّك على قيد الحياة، أتذكرك فأبتسم مرة وأبكي ألف مرة، رحمك الله يا أخي، أخي تفاصيل وجهك الطيب، ضحكاتك، أيامك، أفعالك، أقوالك، خفة الوقت معك وحنيتك، توسدت التراب وقلبي، رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه، أخي سأظل أحاورك بالدعاء لأرسم ابتسامتك وأنت في السماء، رحمك الله وجعلك بجنات النعيم رحماك ربي به،  ليت قدرك بالحياة دام لمدّة أطول، اشتقت لك بشكل لا يوصف رحمك الله وجبر قلوبنا على فراقك، نفس الألم الذي كان بحنجرتي وقت موتك لا زال إلى الآن يؤلمني، رحمك الله يا من أوجعني رحيله، اللهم ارحم أخي واجمعني به يا رب، أخي لو كان الموت بالاختيار لمت بدلاً عنك، فحسرة موتك وفقدانك أماتتني وأنا على قيد الحياة، رحمك الله بقدر شوقي إليك، اللهم ارحم تلك الأعين النائمة إلى الأبد، وارزقها شرب كوثر نبيك وسكن فردوسك رحمك الله يا أخي، مر من الزمن الكثير لم ولن أنساك يا أخي رحمك الله، وأسأل الله أن يجمعني معك في الفردوس الأعلى، لن أنساك ما حييت رحمك الله وأسكنك جنات النعيم، أعترف أني فقدت أخاً ألجأ إليه في كل وقت، من يسد مكانك الآن، فقدت أعز وأطهر وأطيب قلب، رحمك الله أخي، ربي اجمعني فيه بجناتك، هكذا هم الطيبون يرحلون بهدوء، رحمك الله يا أخي”.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى