تقارير

المونة الشتوية ..المكدوس السوري أحد أهم أصنافها

يقترب فصل الصيف من النهاية حاملاً معه موسم المونة للعائلات السورية خصوصاً القروية منها، لتبدأ التحضيرات لهذا الموسم السنوي المعروف بـ” بموسم المونة، مونة السنة أو مونة الشتاء”.

والمونة من التقاليد التي تتوارث الأجيال لتطبيقها في كل عام وتعد من الثقافة القديمة وتتعلق بأنواع المأكولات المرتبطة بالتراث السوري وتقوم على تخزين مواد غذائية موسمية بكميات مختلفة حسب حاجة الأسرة ودخلها الاقتصادي، بهدف استخدامها خلال فترات أخرى من السنة كفصل الشتاء.

وارتبط اسم المونة بفترات الحروب التي تعرضت لها سوريا عبر التاريخ إذ اعتاد السكان على تخزين كميات كبيرة من الأغذية تحسباً لحالات الحصار وصعوبة توفيرها، وتحفظ المونة غالباً في سقيفة ملحقة بالمطبخ أو غرفة صغيرة خاصة بها.

تأخذ المونة أكثر من شكل في سوريا، الأول هو حفظ المواد الأولية كالرز والبقوليات والحبوب والزيت والسكر والسمن لاستخدامها على مدار السنة لأهداف اقتصادية وغذائية تتعلق بالأسرة أمنها الغذائي.

والشكل الآخر يتعلق بتموين الخضروات، كالبازلاء والبامية والملوخية والباذنجان وورق العنب بهدف استخدامها في المطبخ وتحفظ إما عن طريق التبريد أو التجفيف.

يمون السوريون أصنافاً أخرى مثل الألبان والأجبان والمربيات فضلاً عن المخللات وأنواع الزيتون والمكدوس.

ويعتبر المكدوس من أحد أهم أصناف المونة الأساسية لكل عائلة وتواظب العائلات السورية في كل عام على تموينه لفصل الشتاء وبكميات مختلفة حسب عدد أفراد العائلة وامكانياتها.

وعن طريقة إعداد المكدوس قالت السيدة أم أحمد 65عاماً لفرش أونلاين:” أولاً يغسل الباذنجان ويزال الرأس ويوضع في قدر ويغمر بالماء ثم توضع أوزان عليه ويوضع على موقد الحطب أو الغاز المنزلي حسب المتوافر في هذه الأيام وبعدها يبرد وتفتح كل حبة بواسطة السكين ويوضع داخلها ملح ثم ترص في مصفاة وعليها شاشة أو قطعة قماش، ومن ثم توضع أثقال على المصفاة ويترك لمدة يومين أو أكثر، ويحشى بدبس الفليفلة ويرص بالترتيب في” مرطبان”، وأخيراً يضاف الزيت حتى تغمر كل حبات المكدوس ويغلق المرطبان بإحكام”.

إلاّ أن ارتفاع أسعار المواد الرئيسية المكونة للمكدوس هذا العام دفع بالكثير من العائلات في ريف ادلب إلى الانتظار ريثما تنخفض أسعار مواده ونظراً لوضعهم المعيشي الصعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى