غير مصنف

عقب تسارع الأحداث.. أردوغان بين طاولة التفاهمات الدولية والعملية العسكرية في إدلب

الأحداث تتسارع في سورية وخاصة المناطق المحررة وقوات نظام الأسد المجرم تسير بهدوء وتسيطر على القرى المحاذية للطريق الدولي حلب دمشق والمسمى M5، واستطاعت روسيا امتصاص الفورة التركية ولكن بشكل مؤقت، ولكن ماذا بعد؟.


الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وضع نفسه في موقف حرج ولا أظن أنه يفرط بموقفه بسهولة.
قبل أيام قليلة تحدث بشكل غاضب أن ميليشيات نظام الأسد يجب أن تتراجع إلى الأماكن التي تم التوقيع عليها في منطقة خفض التصعيد، (مع أنها اسخن نقطة في العالم ), وهي نفس اماكن السيطرة قبل نحو عام أي جنوبا إلى مورك شمالي حماة.


ولما رأت روسيا النبرة الحادة في خطابه سارعت إلى طرح عقد اجتماع معه فوراً، لكسب الوقت بينما هو يقوم بدفع مزيد من الارتال التركية والتي وصلت عدد آلياتها الى نحو ألف آلية تقريباً.


ورغم عدم التوصل إلى حل يرضي الطرفين خاصة تركيا، لجأت روسيا بخبث إلى عقد اجتماعات إضافية الأسبوع القادم أي بعد الاثنين لاستكمال سيطرتها على ريف حلب الغربي الجنوبي، بحيث يصبح الطريق الدولي تحت سيطرتها.


روسيا طرحت على تركيا اعطاءها سراقب وماحولها، بشرط أن تصبح منطقة خفض التصعيد من سراقب الى الجسر شمالا اي جبل الزاوية وريف المعرة كله تحت سيطرتها وهو ما رفضته تركيا جملة وتفصيلا ً.


أردوغان أعطى مهلة واضحة وصريحة وهي نهاية الشهر الجاري شباط، وإلا ستقوم تركيا بعمل عسكري واسع تطرد قوات نظام الأسد إلى ما بعد مورك.


فماذا بيد أردوغان وماذا سيخسر لو فشل في ترهديده !؟.


لا شك أن أردوغان لو فشل في تهديده سيفقد هيبته أمام الشعب التركي الى الصفر، وستكون الفرصة مواتية للأحزاب التركية المعارضة لطلب اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ستقضي عليه وعلى حزبه الحاكم بشكل حتمي.

ومع فقدان هيبته أمام الشعب التركي، ستفقد تركيا هيبتها أمام المجتمع الدولي كدولة متطورة ترغب أن تنافس اقتصادياً كل الدول واضعة نصب عينيها أن تكون القوة الاقتصادية الأولى عالميا مع حلول عام 2023.


الأرتال التركية التي دفع بها أردوغان إلى سورية، تدل بدلالة واضحة عن نية الأتراك بالقيام بعمل عسكري واسع وإلا لما لزم الدفع بكل هذه الأعداد الهائلة من آليات وجنود من اجل تثبيت حلول ما.


روسيا أيضاً وقعت بورطة ليست أقل من ورطة تركيا


فإن تمسكت بنظام الأسد المجرم ستخسر تركيا والميزات الاقتصادية مع تركيا، وإن أرادت الحفاظ على مصالحها مع تركيا فسوف تضطر إلى التخلي عن بشار ولو بشكل جزئي.


أنا أميل إلى أن الأمور ستحل سلميا وسوف تتراجع قوات نظام الأسد إلى ما بعد مورك، لأن هذا أقل كلفة من احتمالات أخرى.


وأظن أنه سيتم لمسات أخيرة لوقف إطلاق النار بحيث تبقى الأمور هادئة إلى أن يتم حل القضية السورية بشكل نهائي ان شاء الله.

عبد الخالق الشيخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى