حياة شهيد

فارس ترجّل عن حصانه ليحتضنه الموت

الشهيد “محمد حميد الفارس”، الملقَّب “أبو محمود” من مواليد مدينة كفرنبل 21/3/1982، متزوّج ولديه ثلاث بنات، استشهد وعمره 34 سنة في 19/4/2016.

درس الشهيد في مدرسة “اليرموك” وتابع دراسته للصفِّ التَّاسع، وكان يعمل في مغسلة يملكها، ومع انطلاق الثَّورة السُّوريَّة شارك الشَّهيد بالعديد من المظاهرات.

انتسب محمد الفارس إلى إحدى الفصائل العسكرية (صقور الشام) من أجل الدِّفاع وتحرير البلاد من قبضة نظامٍ جلب الويلات لشعبه.

أُصيب في إحدى المرَّات في محيط بلدة الفوعة أثناء هجوم الفصائل على البلدة الشيعيَّة التي كان يسيطر عليها نظام الأسد، كانت الحروق تملأ جسده مما اضطره إلى ترك الفصيل بسبب إصابته وعدم قدرته على المتابعة.

عمل مع منظَّمة “شام الإنسانية” من أجل توفير قوت عائلته لأنَّه في ذلك الوقت لم يكن قادراً على العمل بسبب إصابته.

وفي صباح 19/4/2016 وكعادته من كلِّ يوم تناول الفطور مع عائلته وخرج بعد ذلك إلى عمله في المدينة، وفي أثناء مرور السيَّارة التي كانت تقلُّه إلى العمل.

استشهد إثر غارة حربيَّة غادرة على إحدى محلات الحلويَّات على الطريق الرئيسي في المدينة، أصيب وقتها بجروح خطيرة واستشهد متأثراً بجراحه.

كان محمد شابّاً مهذَّباً متواضعاً ملتزم دينيَّاً، يحبُّ الجميع والجميع يحبونه ممن عرفوه وعرفهم.

“عمار حميد الفارس” شقيق الشهيد لفرش أونلاين: “كان صوته قريباً منَّا، بعد دقائق أتى أحد الأشخاص وقال لنا: “إن الغارة استهدفت “الملكي”

(وهو المحلُّ المستهدف في تلك الغارة)، وكانت لم تمضي سوى دقائق قليلة من مغادرة أخي، أسرعنا وقتها إلى المكان ورأيت أخي مصاباً والدماء تملأ جسده، نقلناه إلى سيارة الإسعاف، واستشهد قبل وصوله المشفى، كان محمد يحب أقربائه وأصدقائه وكان صاحب ابتسامة.

ابن أخ الشهيد “محمود علي الشيخ”: “رحم الله عمِّي وأسكنه فسيح جنَّاته، كان يحب الخير للجميع ويساعد أصدقائه في العمل، كانت ابتسامته لا تفارق وجهه”.

محمد الفارس لكل امرئٍ من اسمه نصيب، هو الفارس فعلاً حين ترجَّل عن جواده ليحتضنه الموت، وتبقى ابتسامته راسخة في عقول محبِّيه وذويه والتي ارتبطت باسمه، ويضاف اسمه على اللَّائحة الَّطويلة الّتي دوَّنت اسماء شهداءٍ سبقوه من أبناء مدينته.

 

محمود رسلان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى