أخبار سوريا

الناتو يؤكد استمراره في دعم أنقرة.. وأردوغان: كل عنصر لنظام الأسد هدف مشروع للقوات التركية

أكد الأمين العام لحلف الناتو​ينس ستولتنبرغ​، بعد اجتماع لممثلي الدول الأعضاء بالحلف بشأن إدلب، أن “الحلف مستمر في دعم ​تركيا​ من خلال إجراءات من بينها تعزيز دفاعاتها الجوية”، مؤكداً على وجوب “خفض التوتر في إدلب ونعبر عن دعمنا لتركيا، ونطالب بالعودة إلى اتفاق 2018 لوقف ​إطلاق النار​ في ​سوريا​”.

وطالب الأمين العام للناتو​نظام الأسد​ “بوقف الهجمات الجوية والانخراط في الجهود الأممية وخفض التصعيد”، وشدد على “مطالبة ​روسيا​ بوقف​العنف​ والعمل على التوصل لحل سلمي للأزمة في سوريا”. داعياً خلال مؤتمره “روسيا ونظام الأسد إلى وقف الهجوم على إدلب واحترام القانون الدولي”، مؤكداً أن “أعضاء الحلف يبحثون تقديم مزيد الدعم لتركيا”.

في سياق متصل أكد أردوغان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشكل واضح وصريح خلال الاتصال، أن دماء الشهداء الأتراك لن تذهب سدى، وأن كل عنصر للنظام هو هدف مشروع لتركيا سيتم استهدافه. مشدداً على أن أنقرة تنتظر إجبار النظام على الامتثال لمذكرة سوتشي، بحسب ألطون.

كما أكد أن مثل هذه الهجمات لم تثنِ تركيا عن نهجها في إدلب، بل بالعكس زادت من عزيمتها، مؤكدًا ضرورة إيفاء أطراف مسار أستانة والمجتمع الدولي بمسؤولياته، مشيراً إلى مسؤولية روسيا المتمثلة بإيقاف النظام بموجب المادة الثالثة من مذكرة سوتشي.

من جهته نشر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، تغريدتين دعا في إحداهما إلى وقف التصعيد في إدلب على وجه السرعة، وحذر من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية كبيرة مفتوحة.

ولفت مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى ما ينجم من تبعات التصعيد في إدلب من معاناة إنسانية لا تطاق وتعريض المدنيين للخطر، مضيفاً بأن الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد السريع، وهو “يأسف لجميع الخسائر في الأرواح”، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بروكسل على اتصال بجميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة.

وعلى خلفية مقتل 34 جندي تركي بقصف لقوات نظام الأسد والعدوان الروسي على نقطة تركية في بلدة بليون بريف إدلب، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن القوات التركية قصفت أكثر من 200 موقع تابع لنظام الأسد عبر الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار “أن الطائرات والمدفعية التركية استهدفت بالسلاح الثقيل 200 هدف لنظام الأسد، عقب الهجوم على الجيش التركي في إدلب، ما أدى إلى تدمير 5 مروحيات و23 دبابة و23 مدفعاً وأنظمة دفاعية، وحيّدنا 309 عناصر للنظام”، مشدداً أن الهجمات الغير مبررة جاءت رغم التنسيق مع المسؤولين الروس وإبلاغهم بمواقع وحداتنا، نافياً تواجد أي مجوعات مسلحة أخرى مع المواقع المستهدفة للجيش التركي. وتابع أكار أنه رغم تحذيرات أنقرة بعدم استهداف قواتها لأول مرة تواصل الهجوم وطال أيضا سيارات الإسعاف.

من جانبها أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، أن طائراتها لم تنفذ ضربات كانت وحدات التركية موجودة بها في إدلب، وذلك في محاولة للتهرب من مسؤوليتها عن مقتل جنود أتراك أمس.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: “إن الجنود الأتراك الذين استهدفهم قصف قوات نظام الأسد، مساء الخميس، كانوا ضمن “وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية” في إشارة إلى الفصائل الثورية” .

وزعمت الوزارة أن “عسكريين أتراكًا كانوا في عداد وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية تعرضت لنيران جنود سوريين”، مشيرة الى أن أنقرة لم تبلغ موسكو مسبقًا بشأن مواقع هذه القوات، وأنه لم يكن يفترض أن تتواجد هناك.

وأضافت أن “الجانب الروسي وفور تلقيه معلومات عن إصابات في صفوف العسكريين الأتراك، اتخذ كافة الإجراءات الضرورية لوقف إطلاق النار من قِبَل القوات السورية بشكل كامل، وتأمين إجلاء القتلى والجرحى الأتراك إلى بلادهم”.

في حين أدان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان نظام الأسد وروسيا، الجمعة؛ لعدم إيفائهما بتعهداتهما أكثر من مرة حول اتفاقية خفض التصعيد في منطقة إدلب.

جاء ذلك في بيان نشره لودريان بيانا عقب اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.

وقال الوزير الفرنسي في البيان: “تقدمت بالتعازي لتركيا في مقتل عدد من جنودها في إدلب، الخميس، وأعربت على تضامننا معها”.

وأضاف أنه أعرب، خلال الاتصال، عن إدانته لروسيا ونظام الأسد جراء عدم وفائهما بتعهداتهما فيما يخص اتفاق خفض التصعيد بإدلب، وعدم إظهار الاحترام الكامل للقوانين الإنسانية في أكثر من مناسبة.

وأردف: “لقد جددت دعوة فرنسا لنظام الأسد وروسيا لوقف هجومهما العسكري في شمال غرب سوريا، والاحترام الكامل لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي والعودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خريف 2018”.

وأكد على ضرورة مواصلة روسيا للمفاوضات مع تركيا بخصوص وقف التصعيد في إدلب، متقدما ببالغ الشكر لأنقرة جراء المساعدات التي تقدمها للاجئين السوريين.

وتسعى تركيا لحشد موقف دولي لاسيما أوربي أمريكي داعم لها في ردع نظام الأسد وروسيا في إدلب، بعد ضربهم بالاتفاقيات الموقعة بشأن المنطقة، والتسبب بكارثة إنسانية كبيرة بعد حملة عسكرية لاتزال مستمرة على مناطق شمال غرب سوريا، في وقت يتصاعد الموقف تأزماً مع روسيا، مع توجيه ضربات طالت القوات التركية خلال الأيام الماضية وسببت خسائر بشرية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى