تقارير

تردي واقع شبكة الطرق في الشمال السوري.. ودور منظمات المجتمع المدني في إعادة تأهيلها

انعكست الحرب المتواصلة في سوريا منذ العام ٢٠١١ على البنية التحتية، إذ تضررت بشكل كبير نتيجة القصف المتعمد من قبل قوات نظام الأسد على المدن والبلدات الثائرة في محاولة منه لإخضاع الثائرين.

وتضررت البنية التحتية كثيراً خلال السنوات الأخيرة نتيجة لاستخدام سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها نظام الأسد لمعاقبة المدنيين لمطالبتهم بالحرية والعيش بكرامة.

إلا أنه وفي واقع الأمر فالبنية التحتية لسوريا تعتبر سيئة مقارنةً ببقية الدول العربية، إذ تفتقر مئات المدن والبلدات إلى بنية جديدة متمثلة بطرق معبدة وشبكاتٍ للصرف الصحي وحتى المنازل فغالبيتها تم بنائها بشكل لا يطابق المعايير المتبعة في دول العالم التي تتسابق مع بعضها لتقديم أفضل خدمة لشعوبها.

وأثرت الحرب على البنية التحتية بشكل غير موصوف، إذ تم مسح بلدات وقرى بأكملها نتيجة القصف، كما وتم تفريغ مدن بأكملها من قاطنيها وهدمها.

وفي الشمال السوري المنسي منذ حقبة نظام الأسد الأب، فالبنية التحتية تفتقر إلى أدنى معايير التخديم والجودة، فالطرقات في غالبية المنطقة غير معبدة بل وتمتلئ بالحفر والمطبات والأوساخ والأتربة، وهو ما ينعكس سلبياً على المدنيين البالغ عددهم قرابة ٤ مليون مدني، بعد أن تم تهجير مئات الآلاف من مناطق الجنوب والوسط السوريين.

وبعد أن أصبحت محافظة إدلب ملاذ الهاربين من جحيم حرب نظام الأسد، كان لا بد للمنظمات العاملة فيها للعمل على تحسين البنية التحتية وتخديم المناطق الحيوية القريبة من الحدود التركية بعد تشييد وبناء مئات المخيمات لاستقبال المهجرين والنازحين.

وخلال الفترة السابقة عملت العديد من المنظمات المحلية على تنفيذ عشرات المشاريع الخدمية الخاصة بإعادة تأهيل شبكة الطرق العامة وتحسينها قدر المستطاع.

وللحديث عن المشاريع المنفذة من قبل بعض المنظمات المحلية لإعادة تأهيل شبكة الطرق العامة في الشمال السوري، أجرت راديو فرش لقاءً خاص مع الأستاذ مجد سلهب مدير المكتب الفني في منظمة “بنيان ” فرع أطمه.

يقول سلهب لراديو فرش: “بأن واقع شبكة الطرق في الشمال السوري سيء للغاية وتفتقر الشبكة إلى التخديم المناسب في ظل الوضع الراهن، الذي جعل من المنطقة أكبر تجمع سكني نتيجة لموجات النزوح المتوالية وتهجير مئات الآلاف من مناطقهم في بقية المحافظات “.

ويضيف “سلهب”: أن “منظمة بنيان وانطلاقاً من مسؤوليتها في تحسين الواقع الخدمي في الشمال السوري، قامت بإطلاق العديد من المشاريع الخاصة بإعادة تأهيل شبكتي الطرق العامة والصرف الصحي في عدة مخيمات حدودية لتحسين واقعها ولتخفيف معاناة النازحين في التنقل من منطقة لأخرة”.

وعن الأعمال التي تم تنفيذها من قبل المنظمة أوضح بأنه تم تنفيذ مشروع التأهب للسيول والفيضانات في تجمع مخيمات أطمه وقاح، حيث تم إنشاء حفر كبيرة لتصريف المياه من الطرقات وتبحيصها وتعبيدها، كما وتم تنفيذ مشروع لإعادة تأهيل الصرف الصحي في نفس المنطقة وإغلاق العديد من الشبكات وإعادة تأهيلها من جديد، إضافة للعمل مع عدة منظمات في منطقة تجمع مخيمات دير حسان الجبلية، حيث تم تعبيد الطريق الواصل إليها بمسافة ١١ كم (تبحيص وتعبيد) لتسهيل حركة وصول النازحين إليه.

وعن المشاريع المستقبلية يتابع قائلا: “إن المنظمة تهدف إلى تنفيذ عدة مشاريع في منطقة مخيمات أطمه متمثلة بإنشاء شبكة للمياه النظيفة بسبب صعوبة توفيرها للنازحين بسبب وعورة المنطقة وبذلك تسعى المنظمة لتوفير مياه الشرب لمئات العائلات في المنطقة”.

وعن المعايير التي تتبعها المنظمة في تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل شبكة الطرق العامة يؤكد بأنه لا بد من توفر عدة شروط للبدء بالعمل بعد إنهاء الدراسة وهي الحالة الفنية للطرق ومدى تخديمها للمنطقة.

وينعكس واقع شبكة الطرق السيئة في الشمال السوري على المدنيين، النازحين على حد سواء، ولعل تأثيره الأكبر ينعكس على المنظمات الطبية وعمل سيارات الإسعاف، إذ يواجه العاملون عليها صعوبات جمة في تأمين وصول المرضى والجرحى للمستشفيات لتقلي الخدمات الطبية.

وبالرغم من العمل المستمر من قبل منظمات المجتمع المدني على تأهيل شبكة الطرق العامة إلا أن الشبكة لا تزال لليوم تفتقر للتخديم المطلوب والذي يحتاج لمبالغ مالية كبيرة.

وكان معبر باب الهوى أطلق مشروعاً لإعادة تأهيل أوتوستراد إدلب-باب الهوى بالإضافة إلى الطريق الواصل من باب الهوى إلى معبر الغزاوية الرابط بين محافظة إدلب ومنطقة عفرين.

إعداد: حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى