تقارير

كورونا ينتشر بسرعة في الشمال السوري.. مخاوف من انتشار متزايد ودعوات لفرض حظر تجوال

يشهد الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد covid 19، إذ وصلت حصيلة المصابين إلى 451 مصاب وسط تحذيرات من انتشارٍ أكبر وأسرع خلال الأيام المقبلة.

وتعتبر مدينة الباب شرقي حلب من أكثر المناطق انتشاراً للفيروس بحصيلة يومية تتخطى حاجز العشرين إصابة، وسط مخاوف للمواطنين في المنطقة بتحويلها إلى موبوءة.

وخلال الأيام الأخيرة ارتفعت حصيلة المصابين بفيروس كورونا بشكل غير متوقع، إذ تم اكتشاف 80 حالة إيجابية في الرابع عشر من سبتمبر الحالي بعد إجراء الفحوصات اللازمة على 160 شخص مشتبه بإصابتهم بالفيروس.

الدكتور مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة المؤقتة يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” إن عدد الإصابات في الشمال السوري بلغ 451 حالة منها 5 حالات وفاة و118 حالات شفاء”.

ويضيف مجاوباً على الأسئلة التالية:

1-هل وصل فيروس كورونا إلى مخيمات النازحين؟

نعم، لقد وصل الفيروس إلى المخيمات خلال الأيام الأخيرة، إذ إن 10% من الإصابات هي في المخيمات.

2-ما هي خطة الحكومة لمكافحة الفايروس في ظل ارتفاع عدد الإصابات؟

تم إصدار تعليمات من قبل وزارة الصحة تشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، كما وتم إجراء اجتماع مع الجهات الفاعلة لبحث آلية إنفاذ تلك القوانين والقرارات.

3-هل هناك منظمات تقدم الدعم من مواد تعقيم والمستلزمات الطبية؟

نعم هناك تنسيق كبير بين الوزارة والمنظمات الإنسانية فيما يخص تقديم مواد التعقيم والمستلزمات الطبية، لكن لحد الآن الكميات التي تم إدخالها لا تفي بالغرض. على كل حال، الكمامات القماشية المصنوعة منزلياً تفي بالغرض لعموم السكان مع الالتزام بالتباعد الجسدي أكثر من متر إلى مترين، وهذه لا تتطلب تكلفة مادية عالية.

4-كم عدد مراكز العزل والمستشفيات المخصصة لاستقبال حالات كورونا وأين تنتشر؟

عدد مشافي ومراكز العزل المنتشرة بالشمال المحرر سبعة مشافي موزعة في كل من (الراعي -سلقين -إدلب المدينة مشفيين -دارة عزة -الدانا -جسر الشغور).

5-في حال انتشار الفيروس في مخيمات النازحين بشكل كبير، ماهي الخطط التي تم وضعها من قبل الحكومة لمكافحة انتشاره في ظل التضخم السكاني؟

في حال الانتشار السريع ضمن المخيمات فالخيارات المتاحة هي حجر لكامل المخيم الموبوء مع نقل الحالات المصابة والمخالطة إلى مراكز العزل.

6-هل هناك تعاون بينكم وبين منظمة الصحة العالمية؟ وماهي المستلزمات التي تقدمها لكم؟ وما ينقصكم؟

نعم هناك تعاون. المستلزمات التي تقدمها هي مواد الوقاية الشخصية وأسرة العناية المشددة والأجنحة، وأجهزة التنفس الاصطناعي، ومكثفات الأوكسجين.

بدوره فريق منسقو استجابة سوريا حذر من التساهل في تطبيق الإجراءات اللازمة لمكافحة فيروس كورونا، داعياً إلى فرض الحجر الصحي في العديد من المدن والبلدات التي تشهد ارتفاعاً في أعداد المصابين.

المهندس محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “إن منسقو الاستجابة في سوريا يدعو الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها الرامية للحد من انتشار الفيروس، كما وندعو إلى تطبيق الحجر الصحي على مدن الباب وإدلب على غرار فرض الحجر الصحي على مدينة سرمين”.

ويضيف حلاج: أنه “من واجب المنظمات الإنسانية تحمل مسؤولياتها الكاملة في إدارة ملف كورونا من خلال تقديم المواد المعقمة والكمامات والمستلزمات الطبية”.

ولعل التحدي الأكبر الذي يواجه الجهات المعنية في إدارة ملف كورونا هو التضخم السكاني الكبير وأعداد المخيمات المنتشرة فيها.

ويتابع حلاج قائلا: “إن فريق الاستجابة قام بإحصاء عدد المخيمات الموبوءة في الشمال السوري، حيث بلغ عددها 18 مخيم منها 7 في ريف حلب و11 في مدينة إدلب، بمعدل إصابات 49 إصابة وحالة وفاة وحيدة “.

وخلال الأيام الأخيرة شهدت عدة مراكز صحية ومستشفيات تسجيل عدة إصابات بالفيروس لعدد من العاملين بالكادر الصحي، وهو قد ما يؤثر على عمل تلك المراكز بمواصلة تقديم خدماتها الطبية للمواطنين.

والدكتور مصطفى العيدو نائب مدير مديرية صحة إدلب يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “إنه تم تسجيل عدة إصابات بالفيروس لعدد من العاملين بالكادر الصحي الأمر الذي استوجب إغلاق تلك المراكز لنقل الحالة المصابة والمخالطة إلى مراكز العزل وتعقيم المكان لمعاودة عمله كالسابق مع اتباع تدابير الوقاية والنظافة الشخصية”.

وعن عدد المختبرات التي تجري فحص pcr الخاص بالفيروس يضيف، يتواجد حالياً مختبر في مدينة إدلب يقوم بإجراء والفحوصات للمشتبه بإصابتهم، كما وسيتم تفعيل مختبرين في الفترة القادمة في كل من مدينتي عفرين واعزاز.

وعن الإجراءات والخطط التي تعمل المديرية على تطبيقها للحد من انتشار الفيروس يتابع” “تستمر المديرية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية بحملة متطوعون من أجل الكورونا لتحذير المواطنين من خطورة هذا الوباء وكيفية الوقاية منه من خلال اتباع أساليب الوقاية والتباعد الاجتماعي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة”.

ويعتبر القطاع الصحي في الشمال السوري قطاعا هشاً ومنهكاً ولا يمكنه تحمل النتائج الكارثية في حال عدم السيطرة على انتشار فيروس كورونا بسرعة نظراً لتعرضه للتدمير والاستهداف الممنهج من قبل قوات نظام الأسد وروسيا.

وبالرغم من ارتفاع أعداد المصابين إلا أن المدن والبلدات لا تزال تشهد ازدحاماً كبيراً من قبل المواطنين رغم التحذيرات من خطورة التجمعات وخطورتها في ازدياد المصابين.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى