تقارير

ظاهرة البطالة في الشمال السوري ودور المنظمات الإنسانية في الحد منها

تعد ظاهرة البطالة من أخطر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها السوريون، والتي زادت نسبتها في ظل الثورة السورية. وتعرف البطالة بأنها ظاهرة اقتصادية واجتماعية بسبب تردي الوضع الأمني والاقتصادي, فهي تؤثر على كافة جوانب الحياة، وبشكل خاص بعد فترة نزوح آلاف السكان من المناطق التي طالها القصف ما اضطرهم إلى تركهم أعمالهم ليصبحوا عاطلين عن العمل.

وتسببت البطالة بمشاكل كثيرة، أهمها الفقر والسرقة وخاصة سرقة الدراجات النارية، كما كانت سبباً بحالات طلاق عديدة لعدم تحمل أحد الزوجين المصاريف الباهظة التي أخذت بالارتفاع، ونتج عن الطلاق تشرد للأطفال وتسول لطلب المساعدة.

وتسعى منظمة Syria Relief، في المناطق المحررة شمال غربي سوريا للحد من هذه الظاهرة وتأثيراتها على المجتمع السوري. إذ يقول الأستاذ إبراهيم المطروح المسؤول في منظمة (Syria Relief): “تعمل المنظمة كغيرها من المنظمات الإنسانية في الشمال السوري المحرر، وتوجد عدة أقسام في المنظمة من قسم التعليم والإغاثة وقسم كفالة الأيتام والقسم الصحي والمراكز الأطراف الصحية وغيرها من المشاريع الأخرى”.

وأرجع المطروح سبب ظاهرة البطالة في الشمال السوري المحرر، إلى الكثافة السكانية الكبيرة عقب موجات النزوح المتعاقبة على المناطق الآمنة نسبياً بالشمال، وذلك بعد الحملة العسكرية الشديدة التي شنتها قوات نظام الأسد وروسيا على مناطق المدنيين شمالي حماة وجنوبي وغربي إدلب.

وأضاف المطروح أنه بعد موجات النزوح زادت نسبة العاطلين عن العمل أكثر من السابق نتيجة غياب المشاريع التنموية وفقدان الأمن والاستقرار في المنطقة، إذ أن نسبة البطالة في المناطق المحررة مرتفعة جداً لأن معظم الذين هجروا من الطبقة الفقيرة ولا يوجد لأغلبهم رأس مال للمشاركة في المشاريع التنموية في المجتمع، ما أدى لارتفاع نسبة العاطلين عن العمل.

وانتهت منظمة Syria Relief من تدشين شركة تصفية المياه شمالي إدلب، قبل أيام، التي تهدف إلى معالجة الصرف الصحي لتصبح مياه ري حفاظاً على البيئة، وستبدأ في الأيام القادمة عمليات ضخ المياه إلى الأراضي الزراعية المجاورة، كما تجهز المنظمة قسم المشاريع الصغيرة لمساعدة أصحاب المهن على العمل والذين لا يملكون رأس مال، فتقوم المنظمة بتقديم المعدات اللازمة لهم وفتح المحلات لمعظم المجالات.

 وقال المطروح إن منظمة Syria Relief، تقيم مشروعات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم استهداف عدد كبير من هذه الفئة في المشاريع الصغيرة.

وازدادت نسبة البطالة مؤخّرًا في الشمال السوري، إثر انعدام فرص العمل، وضعف القوّة الشرائية لدى عموم السكّان ما ترك آلاف الشباب دون فرص عمل، ما انعكس على واقع حياتهم وزادت نسبة الفقر، كما أنّها أثّرت سلباً على كافة جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

إعداد: عبدالرزاق جعار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى