تقارير

على وقع انخفاض سعر الليرة التركية مقابل الدولار.. غلاءٌ تشهد الأسعار وغياب للسلطة الرقابية

تشهد أسواق الشمال السوري اضطراباً في أسعار المواد الغذائية والبضائع والمشتقات النفطية وذلك بسبب عدم استقرار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي.

وشهدت الليرة التركية خلال الأيام الماضية انخفاضاً جديداً مقابل سعر صرف الدولار الأمريكي، إذ سجلت في تداولات الأسبوع تراجعاً ووصلت قيمتها إلى 7.90، ما يعتبر انخفاضاً غير مسبوق لسعرها أمام بقية العملات.

وتأثرت الأسواق في مدن وبلدات الشمال السوري بتراجع قيمة الليرة، ما انعكس سلباً على أسعار المحروقات والخضروات والفواكه والمواد الغذائية والبضائع الاستهلاكية وإيجارات المنازل وأسعار الكهرباء وغيرها.

وشهدت الأسواق تفاوتاً في الأسعار بين مدينة وأخرى ما انعكس سلباً على المواطنين ذوي الدخل المحدود والمتوسط نتيجة ما تعيشه المنطقة من تدهور اقتصادي وغلاء في المعيشة وندرة في توفر فرص العمل للكثيرين.

ليس المواطنين وحدهم من تأثروا بانخفاض قيمة الليرة التركية بل يضاف إليهم أصحاب المحال التجارية الذين لجؤوا إلى رفع الأسعار بما يتناسب مع ما تعانيه الليرة من تراجع وانخفاض ملحوظين.

يقول “محمد أبو بدر” صاحب إحدى محال المواد الغذائية في مدينة إدلب لفرش أونلاين:” إن تراجع وانخفاض الليرة التركية انعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية نتيجة تعامل التجار وأصحاب الأموال في الشمال السوري بتسعيرة الدولار حتى اليوم الأمر الذي اضطره لرفع أسعار البضاعة الموجودة تماشياً مع السعر الجديد لليرة”.

ويضيف “أبو بدر”، أن الأسعار كانت مستقرة منذ أسابيع نتيجة استقرار سعر الليرة التركية، إلا أنه ومنذ أيام شهدت ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة الانخفاض التدريجي في قيمة السعر مقابل الدولار الأمريكي الأمر الذي دفع بالتجار إلى رفع أسعار البضائع والمواد الغذائية لاسيما بأنهم يتعاملون بعملية البيع والشراء على سعر الدولار.

ويعتبر المواطنين الخاسر الأكبر جراء ارتفاع الأسعار، إذ أن غالبيتهم مهجرين ونازحين ولا يملكون أي دخل شهري الأمر الذي يفاقم من معاناتهم في ظل ما تشهده المنطقة من ركود اقتصادي ووضع أمني غير مستقر.

ولا تخضع الأسواق والمحال التجارية في الشمال السوري إلى أي سلطة رقابية وهو ما يؤدي إلى تفاوت الأسعار بين منطقة وأخرى، إذ يعمد بعض أصحاب النفوس الضعيفة من التجار إلى التلاعب بأسعار المواد الغذائية ورفعه عن بقية المحال الأخرى متذرعين بعدم استقرار سعر صرف الصرف.

ولا تقتصر معاناة المواطنين عند ارتفاع أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية بل وتضاف أسعار أمبيرات المولدات الكهربائية وأسعار النت وإيجارات المنازل لاسيما أن شريحة كبيرة من القاطنين في مدن الشمال السوري هم من النازحين من أرياف حماة وحلب وإدلب والمهجرين من مدن سورية عدة.

تقول السيدة جهينة العبد الملقبة “أم كامل” لفرش أونلاين: “إن تفاقم الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار أثرا بشكل كبير على عائلتها، فمنذ أشهر وزوجها عاطلٌ عن العمل بسبب مرضه بالإضافة إلى ابنها”.

وتضيف، أن ارتفاع الأسعار يزيد من معاناتهم بشكل يومي نتيجة عدم وجود راتب شهري يسد جزءا من مصاريفهم اليومية من تأمين الخبز ومستلزمات البيت الأخرى.

وأكدت بأنهم يباتون أحياناً بدون طعام بسبب عدم قدرتهم على توفير المال اللازم لشرائه.

“أم كامل” واحدةٌ من مئات الحالات التي تعيش اليوم في الشمال السوري نتيجة ما تعانيه المنطقة من انهيار في الاقتصاد وغلاء في الأسعار.

وتحول الشمال السوري للتعامل بالليرة التركية كبديل عن السورية أوائل شهر يونيو المنصرم بسبب التدهور الكبير الذي تعانيه الليرة السورية.

إعداد: حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى