تقارير

حملات التوعية الصحية والمجتمعية واحدة من أبرز المشاريع للمنظمات الإنسانية، فهل ساهمت في زيادة الوعي في المجتمع

انعكست آثار الحرب المستمرة في سوريا منذ سنوات على المجتمع بشكل كبير ما أدى إلى تغيرات جذرية في نمط الحياة للسوريين نتيجة ما عانوه من الآثار السلبية وانخفاض مستوى الوعي للعديد من الشرائح الاجتماعية.

وألقت كل تلك المتغيرات في نمط الحياة بظلالها على شرائح مختلفة من النساء والأطفال الذين يعتبرون من أكثر المتضررين من انعكاسات الحرب.

وتضررت المرأة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب ما عاشته من تغيرات جذرية فهي بحسب النظرة المجتمعية التقليدية “ضلع قاصر” لا يجب أن تحصل على حقها في التعليم وألا تحصل على حقوقها كاملة مثل الرجل.

وتعود تلك النظرة المجتمعية التقليدية الخاطئة في المجتمع خصوصاً في السنوات الأخيرة إلى قلة وانخفاض مستوى الوعي الاجتماعي لشرائح مختلفة ومتنوعة من المجتمع السوري ارتدت عليها آثار الحرب الجانبية.

وبهدف زيادة الوعي الاجتماعي في الشمال السوري تعمل العديد من المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني على عدة مشاريع وحملات للتوعية الصحية والمجتمعية.

وتعتبر منظمة “مسرات” الإنسانية واحدة من المنظمات التي تعمل على حملات التوعية المكثفة في مجالي الصحة والصحة الاجتماعية.

الآنسة بيان عبيد قائد فريق جوال في منظمة “مسرات” تقول في حديثها لفرش أونلاين: ” إن المنظمة تولي أهمية كبيرة لحملات التوعية الصحية والمجتمعية لما لها من دور في رفع سوية الوعي بين طبقات المجتمع المدني نتيجة المعاناة التي حلت بهم خلال السنوات الأخيرة، وظهور عادات وتقاليد جديدة غير مألوفة تقلل من دور المرأة وتحرمها من أبسط حقوقها”.

وتضيف “عبيد” إن المنظمة تركز على الحملات التي تعنى برفع وزيادة التوعية للنساء والأطفال باعتبارهما الأكثر تضرراً في المجتمع، فالمرأة باتت في السنوات الأخيرة مهمشة “لا تعرف حقوقها ولا واجباتها، وكذلك الأطفال الذين حرموا من حقهم في التحصيل العلمي والدراسي”.

وتعمل منظمة “مسرات” من خلال مشاريعها في مجال التوعية الصحية والمجتمعية على عدة برامج وأنشطة تستهدف النساء الأكثر تضرراً في المخيمات العشوائية، ومن تلك النشاطات العنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي يركز على حقوق المرأة في المجتمع وفي المنزل وضمن الأسرة.

تقول “عبيد” إن الحملات التي تعمل عليها المنظمة متعددة ومتنوعة وتستهدف كل الفئات العمرية من الأطفال والنساء وفي بعض الأحيان الرجال، ومن أبرزها “توعية الأطفال في النظافة الشخصية والتوعية من مرض سوء التغذية وبعض الأمراض الأخرى، كالتهاب الكبد الوبائي والسل، وتتضمن أيضاً الحملات توعية الأمهات عن طريقة الإرضاع الصحيحة وعن الزواج المبكر وما له من انعكاسات خطيرة على حياة الطفلة، وتشمل الحملات تعريف النساء بحقوقهن في التعليم “.

وتشير “عبيد” إلى أن “الفرق الجوالة في المنظمة تستهدف المخيمات بالدرجة الأولى من أجل إقامة ندوات للمستفيدين في مجال التوعية، ولا يقتصر الأمر على نشاط واحد بل تعمل الفرق على زيارات ميدانية لمتابعة تنفيذ تلك الحملات والتأكد من تحقيقها للنتائج المرجوة”.

وتراعي منظمة “مسرات” في عملها انتشار فيروس كورونا المتسارع وتعمل على تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية

وعن الصعوبات التي تواجه عمل الفرق الجوالة في مجال التوعية الصحية والمجتمعية تقول “عبيد”: ” إن من أبرز الصعوبات التي تواجه عملنا، صعوبة التواصل مع المستفيدين في البداية فهم يعتبرون من هل النوع من الحملات غير مجدي وبدون فائدة نتيجة من عايشوه من نزوح وفقر، فهم يقولون لنا بأن تقديم أي شيء آخر أفضل من عملنا، وهو بسبب النظرة السلبية لهذه الأنشطة، إلا أننا لم ولن نتوقف ومن خلال عملنا استطعنا تشجيع النساء والأطفال على الحضور إلى الندوات التي نقيمها عن طريق الأفكار التي يتم تقديمها لهم”.

ولا يقتصر عمل المنظمة في مجال التوعية بل يتعداه إلى تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين من النازحين الأكثر احتياجاً، وتوزيع الخبز على بعض المخيمات وتوزيع مواد التدفئة كالفحم الحجري.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش في الشمال السوري، أبدى الكثير من المواطنين من امتعاضهم من حملات التوعية التي تعمل عليها المنظمات الإنسانية، فهي بحسب ما يقولون غير مهمة في هذا الوقت الذي يحتاج فيه النازحين إلى الخبز ومواد التدفئة والمواد الغذائية، فيما اعتبرها آخرين مهمة لنشر الوعي بين طبقات المجتمع المدني من أجل تعزيز فكرة الاعتماد على الذات.

إعداد حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى