تقارير

“النقد مقابل العمل” مشاريع تهدف لتحسين حياة الشباب في الشمال السوري

يحمل آلاف الشباب في المناطق المحررة همَّ الحياة وقلة فرص العمل، بسبب النزوح والتهجير وضيق الموارد المالية والازدحام السكاني والظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها المنطقة.

ولهذا السبب نفذت بعض المنظمات مشاريع تعتبر الأهم في المنطقة، وهي “النقد مقابل العمل” لتأمين فرص عمل لفئات الشباب وغيرها من الفئات الأخرى.

وفي استطلاع للرأي اجراه مراسلو فرش، يقول الأهالي، إن مثل هذه المشاريع مهمة جداً حيث تمكن الأسر المحتاجة من الاعتماد على نفسها، وتساعد على تحسين حياتهم المعيشية، وتعتبر ناجحة جداً حيث قامت بعض المنظمات بتوظيف العديد من الشباب ذوي الخبرات ممن لم يتمكنوا الحصول على فرصة عمل، كما تحد من البطالة وتحافظ على كرامة الانسان وتشعره بوجوده، وتقلل من نسبة البطالة وتحد نسبياً من معدل الجريمة في المناطق المحررة.

وعن التطوير في هذا الشأن أكد الأهالي أنه يجب زيادة مثل هذه المشاريع، وتمكين الأسّر المحتاجة، واستدامة العمل ورفع الاجور للعاملين لكي يتمكن الفرد من سد حاجيته من الأجر السابق ريثما يؤمن عمل آخر، وعدم تقديم المشاريع للمتعهدين بل على المنظمات تنفيذ المشروع بنفسها على الأرض، وعدم تسليم المشاريع لمقاولين بل عن طريق طرح مسابقات وجلب ناس لديها خبرات وتقديم المال مقابل العمل.

وفي حديث خاص لفرش اونلاين يقول، المدير التنفيذي في منظمة “بنفسج”، المهندس هشام ديراني، “تقوم منظمة بنفسج بتقديم المساعدات الانسانية في سوريا منذ عام 2011، ولديها ترخيص في تركيا، وتعمل المنظمة في مجمل القطاعات الإنسانية وتعطي أهمية كبيرة جداً للشباب”.

ويضيف ديراني: “قدمت بنفسج العديد من الخدمات في محافظتي إدلب وحلب، واستفاد من خدماتها خلال عام 2020، قرابة المليون نسمة، والقطاعات التي قامت بدعمها هي: القطاع الطبي حيث تقوم بتشغيل مستشفى للأمومة ومشفى توليد وبعض المراكز الطبية والعزل المجتمعي في ظل كورونا وشبكة إسعاف وطوارئ، القطاع التعليمي قدمت خدمات التعليم ل60 ألف طالب، قطاع الزراعة حيث نقدم الخدمات لمئات المزارعين (طاقة شمسية والري بالتنقيط)، وتقديم مبالغ مالية شهرية للمحتاجين فس المنطقة، تقديم مشاريع النقد مقابل العمل لتأمين فرص عمل للشباب المتعلمين وغير المتعلمين”.

وأوضح: “أن مشاريع النقد مقابل العمل تقوم بتقديم خدمات مباشرة للمجتمعات منها: صيانة المرافق العامة والبنى التحتية، إزالة النفايات، وتقديم خدمات حسب احتياج هذه المجتمعات المتغيرة”.

وفي الحديث أكثر عن مشاريع “النقد مقابل المال”، أكد ديراني، “أن المنظمات الإنسانية تقدم مساعدات للمجتمعات المتضررة، من خلال توزيع السلل الاغاثية، ولكن في الآونة الأخيرة لم تعد هذه السلل تكفي لسد حاجات الأسرة وأصبحت بحاجة لدخل دائم وتقديم خدمات للمجتمع وأخذ المال مقابل العمل، وهذه المشاريع تحفز الشباب والشابات ليروا أثرهم الإيجابي على مجتمعاتهم، وهذا يفيد المجتمع والفرد بشكل عام وتحريك عجلة الاقتصاد بشكل خاص”.

وتابع “تقوم المنظمات بتأهيل قدرات الشباب وتزويدهم ببعض المعدات، وهذا يفتح باب الاستدامة وبالتالي حتى بعد انتهاء مشروع المنظمة، يستطيع الفرد أن يتابعوا بالمهنة التي تعلموها وبالتالي يصبح لدى الفرد أصول تمكنه من العمل في منظمة أخرى”.

وأكد ديراني، “أنه يوجد معايير الاحتياج الإنساني والتي تنقسم إلى شقين، الشق الأول: أن تكون العائلة بحاجة للدعم الإنساني ولا تملك معيل، الشق الثاني: وهو الأولويات عدد الأطفال ومن يعيل هذه العائلة، عدد المسنين والمصابين والإعاقات، المعايير التي تحتاج لقوة بدنية معينة”.

وعن استدامة المشاريع والشاغر الوظيفي للشباب العاملين ضمن مشاريع “النقد مقابل العمل”، شرح ديراني “أنه في بعض المشاريع يوجد استدامة ولكن حقيقة هناك صعوبة في هذه الاستدامة نظراً لتردي الوضع الاقتصادي في الشمال السوري المحرر، وكمية التكاليف الكبيرة للأهالي في المنطقة”.

وعن التعاون بين منظمة بنفسج والمنظمات الاخرى يوضح “نتشارك نحن وبعض المنظمات الإنسانية والدولية في خطط المشاريع وتبادل الخبرات وقصص النجاح والاخفاقات في بعض الاحيان لنتعلم من خبرات بعضنا لتطوير الآلية بشكل أكبر، ونركز بشكل كبير على تعزيز آلية المال مقابل العمل”.

وعن الاسئلة التي طُرحت عبر صفتنا راديو فرش، على “فيس بوك”، والتي ركزت على إزالة المخصصات الإغاثية للنازحين وتقديمها لأهالي المنطقة في كثير من المجالس المحلية لبعض المناطق في الشمال السوري، أجاب ديراني، “نحن كمنظمات إنسانية ليس لدينا رقابة على المجالس المحلية، وإنما هي علاقة توثيق لضمان تنفيذ المشروع بآلية لا تضر بالمجتمع، وبما يخص تقديم الطلبات لدينا معايير خاصة في هذا الشأن بعضها تكون مخصصة بشكل كامل للنازحين وبعضها الآخر للسكان المحليين، ونقوم ما بوسعنا لتقديم ما يناسب الوضع تقريباً”.

واختتم المدير التنفيذي في منظمة “بنفسج”، “نسبة التمويل الإنساني المقدم من الدول لتغطية الاحتياجات التي يحتاجها الشمال السوري لا تصل إلى ال30%، وبالتالي من كل مئة شخص مستحق لا نستطيع توفير المساعدات إلا لثلاثين شخص وهذا يجعل السبعون الآخرين غير راضين ويشعرون بالظلم وهذا حقهم، وبالتالي هناك ضعف مالي كبير من الجهات الداعمة وخاصةً بعد انتشار وباء كورونا”، داعياً الأهالي في تقديم الانتقادات لمحاولة تجنبها في المستقبل.

وتزداد حاجة الشباب إلى فرص عمل في الشمال السوري، بعد تردي الوضع الاقتصادي في المنطقة ونزوح الآلاف من الأهالي عقب الحملة العسكرية التي شنها نظام الأسد والقوات الروسية.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى