الأخبارتقارير

الرابع من نيسان صور لم تتكفل السنين بمحوها من ذواكر السوريين

لإن أسقطها التقادم، لكنها راسخة في ذواكر السوريين المضطهدين في الشمال المحرر، ذكريات أليمة عاشوها، ومجازر قاسوها بتاريخ الرابع من نيسان، عاشت في ذاكرتهم إلى اليوم دون محاسبة المجرمين عليها.

في صبيحة الرابع من إبريل/نيسان عام 2017، ظنّ المدنيون في خان شيخون بمحافظة إدلب، أن التحليق الكثيف لطيران نظام الأسد، يندرج ضمن الأمور الاعتيادية، التي ألفها سكان إدلب ومحيطها، لكن كل ذلك تبدد عند الساعة الثامنة صباحاً، حين نفّذت طائرات نحو 15 غارة جوية، مستهدفةً وسط المدينة وأحياءها، بصواريخ وقنابل تحمل غاز السارين السام، ما حوّل المشهد في المدنية إلى كارثي خلال لحظات، إذ استشهد أكثر من 100 مدني، بعد أن قضوا اختناقاً باستنشاقهم هذا الغاز، وأصيب أكثر من 500 آخرين بحالات اختناق، في مشهد هز العالم بأسره، ليخرج جميع من خرج ويكتفي بالتنديد والاستنكار والدعوة للمحاسبة على هذا الفعل الشنيع، دون أن يلقى آذان صاغية.

وليس ببعيد من تلك المجزرة، وبعد سنتين وبنفس التاريخ، استهدفت قوات نظام الأسد المتمركز في قرية أبو دالي، بصواريخ عنقودية محرمة دوليًا سوقًا شعبياً في مدينة كفرنبل، ما أدى لاستشهاد أكثر من 12 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 20 آخرين، لتمر تلك المجزرة كسابقاتها ويبقى المجرم دون حساب.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أفاد تقرير دولي بأن نظام الأسد مسؤول عن هجوم خان شيخون الكيماوي، وسلمت لجنة التحقيق المشتركة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية تقريرها إلى مجلس الأمن، الذي يدين نظام الأسد باستخدام غاز الأعصاب (السارين) في خان شيخون بإدلب.

وعلى الرغم من أن الجريمة كانت من أفظع الجرائم المرتكبة خلال سنوات الحرب السورية، إلا أنها على غرار المجازر الأخرى التي ارتكبتها قوات نظام الأسد، حيث استطاع الإفلات من العقاب بعد ارتكابها، وذلك بتواطؤ دولي متواصل، لا سيما بعد مجزرة الغوطة.

تحرير: عبدالرزاق جعار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى