تقارير

خلال شهر رمضان.. دور المنظمات في تقديم المساعدات الإنسانية للأهالي شمالي سوريا

يعتبر شهرُ رمضان من الأشهر المقدسة عند المسلمين، ويمتاز هذا الشهر بعاداته وتقاليده عن باقي الأشهر، ولكن بعد الحرب المدمرة التي تعرض لها الشعب السوري وتشردهم وتهجيرهم من قراهم وقلة فرص العمل، الأمر الذي تسبب بصعوبة شعور المواطن بالبهجة كالسابق، لذلك تسعى المنظمات تقديم كل ما تستطيع للتخفيف من معاناتهم.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش، أكد الأهالي أن المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، تقدم العديد من المساعدات للمخيمات ولبعض القرى والأشخاص الذين هم بحاجة، إلا أن هذه المساعدات لا تسد حاجات الفرد شهرياً، كون المناطق المحررة تكتظ بكافة أنواع الحالات الإنسانية (الايتام-والمعاقين-والارامل-والفقراء)، داعين لزيادة هذه الوجبات.

فيما أكد البعض الآخر فإن هذه المساعدات ليست سوى ضجة إعلامية فهي لم تغطي حاجات الفرد، حيث تقوم بتوزيع وجبة أو وجبتين من إفطار الصائم الغذائية والتي لا تكفي سوى فرد أو اثنين من أفراد الأسرة، ويجب توسيع الدعم على حسب المساعدات التي تصل إلى هذه الجمعيات.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول الإداري لدى جمعية “غراس الخير” الإنسانية، الأستاذ أحمد عجوب، “تأسست جمعية غراس عام 2014، مكان عملها في الشمال السوري المحرر، وفي تركيا، وفي عرسال، وتركز على دعم المحتاجين والارامل الذين هجروا من بيوتهم بسبب الحرب الدائرة في المنطقة”.

وأضاف عجوب: “أن عدد الأسر النازحة قد ازداد مؤخراً في الشمال السوري حيث بلغ عددهم 4 ملايين ونصف موزعين في إدلب وريفها وبعض مناطق حلب، ويعتبر 80% منهم تحت خط الفقر ونسبة تقديم المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات لا تتجاوز ال50%”.

وأوضح أنه لدى جمعية “غراس الخيرية” عدة مشاريع في شهر رمضان أبرزها، مشروع الأمن الغذائي، حيث يبذلون كافة الجهود لسد حاجات الناس، من خلال تقديم السلل الغذائية والرمضانية وتقديم الوجبات المطبوخة وغير المطبوخة، وتوزيع خبز الطعام لـ 1000 شخص شهرياً، كما توزع التمور، مشيراً أن “عملية التوزيع تتم للأسر الأكثر فقراً والاشد حاجة من سكان المخيمات، كما يوجد بعض المخيمات المستفيدة وأخرى غير مستفيدة، حيث نركز على العوائل التي لم تستطع الإفادة من خلال إحصائيات لتجنب الظلم”.

وفي الحديث بشكل أوضح عن المساعدات المقدمة أكد عجوب، أنه بالنسبة للوجبات المطبوخة يتم إحضار الوجبات اللازمة وطبخها في مطابخ معدة مسبقاً ومجهزة بكافة الوسائل اللازمة والمجهزة صحياً للوقاية من الامراض، حيث يتم تعبئتها في أطباق صحية ونظيفة ومغلفة ومن ثم توزيعها على المحتاجين، تكلفة الوجبة الواحدة تقدر ب 2 دولار أمريكي بمعدل وسطي، كما يتم تبريد الوجبات لكيلا تفسد، وتم إفادة 5 آلاف عائلة خلال شهر رمضان بشكل يومي، ومراعاة التباعد الاجتماعي في ظل انتشار جائحة كورونا.

وتابع: “يتم توزيع الكفالات المادية على الايتام وزكاة الفطر، وبالنسبة للوجبات التي تفسد، فيعود ذلك نظراً لسوء التخزين وارتفاع درجات الحرارة وتعبئة الوجبة وهي حارة، وكسوة العيد للأطفال من عمر 5 سنوات وحتى 12 سنة للعوائل الفقيرة”.

ولفت عجوب إلى شح الدعم، فبالرغم من كثافتها إلا أنها غير كافية في تغطية أعداد النازحين في المخيمات نظراً لكثرة العدد الهائل للأهالي بعد حملات النزوح الأخيرة، كما يتم التنسيق مع منظمات أخرى والتعاون لسد أكبر عدد ممكن حاجات المواطن في المنطقة.

وأردف “بالنسبة لبرنامج تغذية الأطفال الرضع، تعمل جمعية “غراس على محاولة سد هذه الفجوة إلا أنها ليست كافية بسبب غلاء مستلزمات الأطفال، فنقوم بتسليم مبلغ مالي للأم كمساعدة في تلبية حاجتها وحاجة طفلها”.

وعند السؤال عن حالات التسمم التي حصلت العام الماضي، قال عجوب: “بالنسبة لهذا الموضوع فيعود لعدم الحرص على تعبئة الوجبات بشكل جيد أو تعرضها لدرجات حرارة عالية أو ربما تعبئتها وهي حارة الامر الذي يشكل خطراً على المستفيد”.

واختتم حديثه بالتوجه بالشكر إلى المنظمات العاملة في المناطق المحررة كونها تقوم بمساعدة عدد كبير من النازحين في المخيمات، وإيصال صورة جميلة للأهالي عن المنظمات والجمعيات بشكل عام، داعياً لمراعاة مشاعر الاسر وعدم تصوريهم وإظهار وجوههم بشكل مبالغ فيه.

 وأجرت راديو فرش مقابلات مع عدد من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، أكدت خلالها أن الوجبات الرمضانية توزع على العديد من المخيمات وضمن فترات معينة حيث يتم التوزيع كل خمسة أيام مخيم جديد نظراً لقلة الدعم وكثرة المخيمات.

وتعد شحنات المساعدات التي تصل عبر الحدود من تركيا إلى سوريا، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 4052، “شريان الحياة” لـ2.8 مليون شخص، يعتمدون على المساعدات الإنسانية في مناطق شمالي سوريا، بحسب “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية” (OCHA).

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى