تقارير

“مشاريع الحماية” ودورها الفعّال والمهم في الشمال السوري

تعتبر “مشاريع الحماية”، من أهم المشاريع التي تعمل عليها المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية في المناطق المحررة، لما لها من أهمية كبيرة في توعية وإرشاد المجتمع وتقديم ما يلزم لمنع انتشار الأوبئة والامراض وغيرها.

وفي استطلاع للرأي اجراه مراسلو راديو فرش، أكد الأهالي أنه فيما يخص مشاريع الحماية ليسوا مؤيدين أو معارضين لها، لأنه وفي معظم الأحيان لا تنفذ بالشكل الصحيح، حيث يعمل على المشروع أشخاص ليسوا ذوي خبرة في الحماية، وأحياناً يوجد أشخاص أكفاء يقومون بتغير مميز للمجتمع ويسيرون به نحو التوعية بكثير من القضايا التي كانت مهمشة سابقاً.

فيما أعتبر البعض أن مشاريع الحماية لا تساعد المجتمع وأنها ربحية بالمجمل، أما فيما يخص مشاريع زيادة الوعي فلعبت المنظمات دورا جيداً في هذا الشأن ولكن ليست بالمستوى المطلوب، ولكن في حال نفذت جيداً فستكون مشاريع مهمة للطفل وللمجتمع بشكل عام، مشيرين أن هم الموظفين في هذه المشاريع استلام الراتب الشهري وليس السير بالمجتمع نحو وعي أفضل.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مشرف مركز “آمال” في مدينة إدلب ومسؤول تقني لإدارة الحالة في منظمة “سيما”، الأستاذ علاء الشيخ حسن: “سيما هي منظمة طبية سورية تهتم بالمشاريع الطبية كالمشافي والمستوصفات والعيادات ومشاريع صحة مجتمعية وتغذية بالإضافة لمشاريع حماية الطفل وتمكين المرأة”.

وأضاف “الشيخ حسن”: “أن هناك قسم من المشاريع مختص بحماية الطفل والمرأة نقدم خلالها خدمات متنوعة هدفها الأساسي إعادة دمج المستفيدين في المجتمع وترميم الهشاشة التي يمكن أن تتضرر من الصراعات والواقع الحالي، فيحتاج المجتمع لمثل هذه المشاريع ليبقى متجانساً ومتكاملاً”.

وأكد أن مشاريع الحماية في منظمة “سيما” تمتد في أكثر من مكان وتشمل تقريبا مناطق شمال غرب سوريا بدءً من إدلب تتضمن الجانودية وجسر الشغور وسلقين وكفر تخاريم وأريحا وأطمة والدانا وسرمدا، أما بالنسبة لمناطق حلب فتستهدف المنظمة معظم القرى منها اعزاز والقرى المحيطة بها بالإضافة لمدينة الباب، مشيراً “أن خدمات الحماية تتنوع بخدمات توعية والتي يمكن أن تقدم لكافة شرائح المجتمع، الهدف منها هو رفع الوعي ضمن مجال الحماية سواءً للطفل أو للمرأة، إضافةً لخدمات الدعم النفسي الأولي أو المُمنهج، فيمكن أن يتضمن خدمات فردية مركزة غير اختصاصية، مثل خدمات إدارة الحالة سواءً للطفل أو للمرأة أو حتى خدمات التأهيل الفردي للتربية الخاصة ضمن مناهج وبرامج التأهيل الفردي لذوي الإعاقة”.

وأوضح “الشيخ حسن”: “أنه بالنسبة للتوظيف واعتماد الكوادر فهذا الامر يعتمد على سياسة منظمة سيما والتي هي معتمدة عند مكتب الموارد البشرية، وفق معايير أساسية تختلف حسب المسمى الوظيفي والمهام الوظيفية المطلوبة، والتي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويتم اختيار الأشخاص بعض تقديم الأشخاص لشهاداتهم وخبراتهم السابقة، ثم نقوم بإخضاع الناجحين (تم قبولهم كموظفين) لحزمة تدريبات لضمان وصول الأرضية الواحدة عند جميع الموظفين، ويشرف عليهم من قبل تقنيين وأخصائيين ويتم متابعتهم لتنفيذ الأداء بشكل جيد على الأرض”.

 وتابع أنه بالنسبة لمكافحة الأوبئة والفيروسات تقوم منظمة “سيما” بالاهتمام بهذا المجال بشكل كبير ويوجد تدخل في مشاريع الحماية بشكل مباشر عن طريق رفع الوعي التي تتم عن طريق الفرق الجوالة التي تساهم بشكل كبير في التوعية من الامراض والاوبئة وخاصةً في ظل انتشار جائحة كورونا في المناطق المحررة.

وعند سؤال عن الاخطار الاجتماعية التي تحيط بالمرأة والطفل الذي أثر على نفسيتهم، قال مسؤول تقني لإدارة الحالة في منظمة “سيما”: “إن نقوم بداية بخدمات التوعية العامة لجميع أفراد المجتمع سواءً كانوا أطفال أو يافعين كما يوجد هناك العديد من الخدمات منها الاستجابة الطارئة التي ممكن أن تكون في ظروف الامطار الكثيفة والرياح أو حتى عند وجود قصف أو نزوح ضمن مناطق الشمال السوري”.

ولفت أن هناك خطوات تعزيز الدعم النفسي للأطفال التي تتوجه بمجموعة من البرامج المعتمدة التي هدفها تعزيز هشاشة الأطفال وترميمي مرونتهم واكتشاف بعض الحالات التي تحتاج بعناية بشكل أكبر، أما بالنسبة لحماية المرأة فهناك عدة مشاريع تستهدف هذه الفئة منها رفع الوعي والتمكين المهني ومهارات الحياة، بالإضافة لقسم إدارة الحالة والذي يتابع بعض الحالات المعرضة للتعنيف.

وعن المشاريع الرائدة في منظمة “سيما” شرح “الشيخ حسن” كيفية قيامهم ببرامج تأهيل ذوي الإعاقة من خلال برامج تدريبية للمنظمات الأخرى العاملة على الأرض، مشدداً “أنه من أهم العقبات والتحديات هو قلة الموارد الموجودة وصعوبة تأمين بعض الاحتياجات التي تحتاج لوثائق وإجراءات لازمة لوصول الخدمة للمستفيدين، كم أن هناك عائق مهم وهو تنقل النازحين من منطقة لأخرى وهو أمر يسبب ضغط للفرق العاملة في توصيل الخدمة للمتلقي”.

ونوه إلى وجود تنسيق بين فرق الحماية والمستوصفات والمشافي الميدانية لرصد حالات معينة بحاجة لتدخل طبي داخل المخيمات، كما يقومون بتوعية الأطفال لعدم خروجهم من المنزل في أوقات الظهيرة بالإضافة للتوعية بشكل أوضح عن التباعد الاجتماعي.

وثمّة من يرى أنّ مشاريع الدعم النفسي للأطفال في المخيمات ليست بالمستوى المطلوب وهي كذلك غير قابلة للقياس، لكنّهم لا ينكرون أنّها قد تساهم إلى حدّ ما في كسر عزلة الأطفال أو إفساح المجال أمامهم للتعرّف أكثر على محيطهم وتخطّي حواجز الخوف.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى