تقارير

بالرغم من سجله الدموي.. الصحة العالمية تختار نظام الأسد كعضو في مجلسها التنفيذي

انتخبت منظمة الصحة العالمية (WHO)، الجمعة الفائتة، وفد نظام الأسد لشغل منصب عضو في المجلس التنفيذي، وبينت وسائل إعلامية موالية بأن تمثيل وفد نظام الأسد لن يقتصر على سوريا بل سيكون ممثلاً عن منطقة الشرق الأوسط.

وجرى انتخاب نظام الأسد لشغل عضوية المجلس التنفيذي بالإجماع في اجتماع افتراضي لمنظمة الصحة العالمية بدروتها الرابعة والسبعون.

وذكرت وكالة أنباء سانا الرسمية التابعة لنظام الأسد، أن “سوريا انتخبت كممثلة عن الشرق الأوسط، في جلسة افتراضية بدأت في 24 من شهر أيار الماضي والتي استمرت حتى الأول من حزيران الحالي”.

وشهد القرار موجة من الاستنكار والتنديد من قبل المنظمات الإنسانية وبعض الدول، لانتخابات نظام دمرت قواته خلال العقد الأخير مئات المنشآت الصحية وقتلت مئات العاملين في القطاع الصحي.

وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أدانت قرار منظمة الصحة العالمية بانتخاب وفد نظام الأسد بعد سجله الحافل بتدمير المستشفيات والمراكز الصحية واعتقال مئات الأطباء.

وقال الدكتور رامي كلزي لفرش أونلاين: “إن قرار منظمة الصحة العالمية بضم وفد نظام الأسد لشغل منصب في مجلسها التنفيذي عن منطقة الشرق الأوسط، يحمل بعداً سياسياً يتزامن مع انتهاء مسرحية الانتخابات الرئاسية الهزلية معروفة النتائج”.

وحول تأثير القرار عن دعم القطاع الصحي في الشمال السوري، أضاف “كلزي”، إن آليات تمويل القطاع الصحي لن تتأثر بهذا القرار، لعدم ارتباطها بقرارات المجلس التنفيذي، الذي يعتبر فيها نظام الأسد عضواً من أصل 34 عضو”.

واستبعد أن يكون لقرار المنظمة صلة بمساعي روسيا في التصويت بالفيتو في مجلس الأمن الدولي على قرار تمديد آلية وصول المساعدات الأممية العابر للحدود إلى سوريا عبر معبر (باب الهوى) على الحدود التركية.

وأشار إلى أن وزارة الصحة في الحكومة تواصلت مع المنظمات الإنسانية والجهات الداعمة للقطاع الصحي وأكدوا لها أن القرار لن يكون له تأثيرات على دعم القطاع.

 وأكد أن وزارة الصحة على تواصل مع الفاعلين في المنظمات الإنسانية وموظفيها من السوريين لدى منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية لحشد موقف موحد لاستنكار وإدانة القرار في محاولة للضغط على المنظمة للتراجع عن قرارها.

وتابع أنه سيتم اتخاذ موقف احتجاجي وتنديدي في اجتماع القطاع الصحي في مكتب غازي عينتاب الذي تديره منظمة الصحة العالمية.

ونظمت العديد من المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري وقفات احتجاجية للتعبير عن إدانتها لقرار منظمة الصحة العالمية، وأصدرت بياناً أكدت فيه أنها “شعرت بإحباط حقيقي وصدمة كبيرة، بسبب انتخاب نظام الأسد غير الشرعي، عضواً جديداً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، معتبرة أن هذا الإجراء يعد مكافأة له على ما ارتكبه من جرائم بحق المدنيين وعمال الإغاثة والكوادر الطبية، ومن تدمير للمستشفيات وغيرها من المراكز الصحية”.

من جهته علق الائتلاف الوطني السوري على انتخاب نظام الأسد لشغل عضوية سوريا في المجلس التنفيذي التابع للصحة العالمية، وقال عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف لفرش أونلاين: ” إن الائتلاف الوطني يدين بأشد العبارات قرار منظمة الصحة العالمية، معتبراً أنه يتناقض مع الحقائق الموثقة التي تثبت تورط نظام الأسد بشكل مباشر في استهداف المنشآت الصحية”.

وأضاف، أن “الائتلاف على تواصل مع منظمة الصحة العالمية والأطراف الإقليمية والدولية من أجل فضح جرائم نظام الأسد وتقديم كافة الأدلة لتقديمه ومحاكمته في المحكمة الجنائية الدولية”.

وبحسب ما نشره حساب المنظمة على موقع توتير، فقد “تم انتخاب سوريا كعضو جديد ضمن المجلس التنفيذي، مع آخرين انضموا حديثاً لمدة 3 سنوات”، ولم توضح المنظمة ما إذا كانت سوريا ممثلة عن الشرق الأوسط أم لا.

يذكر أن لنظام الأسد سجل إجرامي حافل في تدمير وقصف المرافق الصحية والمستشفيات، والتي قدر عددها بأكثر من 1000 منشآه صحية خلال العقد الماضي، وبحسب إحصائية سابقة لمنظمة الصحة العالمية، فإن المرافق الصحية في شمال غربي سوريا تعرضت إلى 337 هجوم بين عامي 2016 و2019.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى