تقارير

خروقاتٌ مستمرة لنظام الأسد شمالي سوريا.. ومنسقو الاستجابة يحذر من موجة نزوحٍ جديدة

تشهد مناطق شمال غربي سوريا، تصاعد كبير في عمليات القصف المدفعي والصاروخي والجوي، منذ ما يزيد عن الأسبوعين، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وتسبب عمليات القصف المكثف بموجة نزوح جديدة من قرى وبلدات جبل الزاوية، بعد عودة جزئية لعدد من المدنيين إلى مناطقهم.

محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا يقول لفرش أونلاين: “إن الفريق أحصى نزوح ما يقارب 2000 مدني من قرى وبلدات جبل الزاوية خلال الأيام الماضية، ومقتل ما يزيد عن 40 مدني جراء الهجمات على ريف إدلب الجنوبي ومدينة عفرين، كما ووثق الفريق أكثر من 75 استهداف أرضي وجوي”.

وأضاف حلاج، “أن استمرار التصعيد من قبل قوات نظام الأسد وروسيا على المنطقة المشمولة باتفاقية آذار لوقف إطلاق النار، ينذر بموجة نزوح كبيرة إلى المناطق الحدودية، ويضاعف المأساة الإنسانية في الوقت الذي تهدد فيه روسيا بعرقلة جهود تفويض الآلية الخاصة للأمم المتحدة بإدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى”.

ويتزامن التصعيد قبيل انطلاق جولة جديدة من مؤتمر أستانا المقرر أجراؤها أواخر شهر يونيو الحالي، واللقاء الأول الذي سيجمع الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة جنيف.

وحول هذا قال الناشط والمحلل السياسي عبد الكريم العمر لفرش أونلاين: “ليس غريباً ما تقوم به روسيا وقوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها من تصعيد على المناطق المحررة، وخصوصاً أن الشهر الحالي ستجرى فيه عدة لقاءات تركية-أمريكية وأمريكية-روسية”.

وأضاف العمر: “أن موسكو تريد إرسال رسائل إلى الجانب التركي، فهي تخشى من حصول تفاهمات جديدة بين واشنطن وأنقرة، قد تؤدي إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وانفتاح تركيا وتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي، الأمر الذي يزعجها بشكل كبير”.

واعتبر أن “المفاوضات الأخيرة التي جمعت الوفدين التركي والروسي في العاصمة الروسية موسكو، لم تأتي بجديد، ما يعزز فرضية وجود اختلافات جوهرية بين البلدين بما يخص الأوضاع في محافظة إدلب”.

ويرى محللون بأن الهجوم الأخير الذي شهدته مدينة عفرين الذي أسفر عن وقوع ما يزيد عن 20 شهيد و35 مصاب، يحمل بصمات ورسائل روسية للجانب التركي.

وتستخدم قوات نظام الأسد في قصفها المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين، أسلحة روسية حديثة منها قذائف  (كراسنوبول) الموجهة بالليزر، وظهر ذلك جلياً في قصف بلدة إبلين بجبل الزاوية ما أدى إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 13 مدني وأصيب 6 آخرين، بحسب إحصائية سابقة لمنظمة الدفاع المدني.

وتخضع محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب إلى اتفاقية الخامس من آذار لوقف إطلاق النار الموقعة بين الرئيسين التركي والروسي، وبالرغم من ذلك لم تتوقف عمليات القصف الأرضي والجوي، وسط اتهامات روسية متكررة لفصائل المعارضة السورية بخرق الاتفاقية والتحضير لشن هجمات كيميائية على بلدات وقرى تسيطر عليها قوات المعارضة.

المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال يقول لفرش أونلاين: “استبعد قيام روسيا وقوات نظام الأسد بحملة عسكرية على محافظة إدلب، خصوصاً المنطقة الواقعة جنوب طريق حلب-اللاذقية الدولي، لعدة أسباب”.

وعن أسباب استبعاده حصول عملية عسكرية، بين الرحال، أن “انتشار القوات التركية في منطقة جنوب الطريق الدولي وعلى أطرافه، وتمركزها في قواعد عسكرية مدججة بكافة أصناف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبعض أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة التشويش، سيعقد عمل قوات نظام الأسد لأنها ستكون على تماس مباشر مع تلك القوات، إضافة إلى تفاهمات سابقة مع روسيا حول عدم استهداف تلك القواعد وحق الرد من قبل الجانب التركي على أي تهديد يستهدف قواتها”.

ولفت الرحال إلى “أن تركيا لا يمكنها قبول فرض حصار جديد على قواعدها المتمركزة في إدلب، بعدما حصل خلال العملية العسكرية الأخيرة، التي تمكنت فيها روسيا وقوات نظام الأسد من حصار نقاط المراقبة المنتشرة ضمن مناطق اتفاقية سوتشي، والضغط على الجانب التركي لسحب كافة تلك النقاط، فهي تعتبر مراكز الانتشار الجديدة لها بمثابة طوق تحمي فيه حدودها من أي تهديدات مستقبلية”.

وينتشر الجيش التركي في منطقة جنوب الطريق الدولي حلب-اللاذقية بشكل كبير، حيث يتواجد ما يزيد عن ال 30 نقطة عسكرية، تتموضع غالبيتها في القمم الحاكمة التي تشرف على مناطق سيطرة قوات نظام الأسد في المناطق التي تم السيطرة عليها.

ويبدي المدنيين في محافظة إدلب تخوفهم من هجوم قوات نظام الأسد على مناطقهم بعد حملة التصعيد الأخيرة، معتبرين أن نظام الأسد وروسيا لا يمكن الوثوق بهم بعد تاريخ حافل بنقض الاتفاقيات حول المنطقة.

يذكر أن الرئيسين التركي والروسي وقعا في الخامس من شهر آذار عام 2020، اتفاقية لوقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، بعد تمكن قوات نظام الأسد من السيطرة على طريق M5 الدولي والمناطق المجاورة له.

إعداد: حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى