تقارير

للحد من الهجرة منظمات إنسانية تطلق مشاريع خاصة لتأهيل الشباب شمالي سوريا

نظراً للواقع الصعب الذي تعاني منه المناطق المحررة في الشمال السوري المحرر في مختلف أمور الحياة، وقلة فرص العمل في المنطقة المجاورة، الأمر الذي أجبر العديد من الشباب للهجرة إلى أوروبا وتركيا، لذلك عملت المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على دعم مواهبهم وتشجيعهم لدخول سوق العمل.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش، أكد الأهالي أن دور المنظمات في دعم الشباب وتجهيزهم لسوق العمل، ضعيف جداً، وأن “المحسوبيات” لها دور هام في إيجاد فرصة عمل في العديد من المنظمات، كما يتم التغاضي عن الشهادات التعليمية وتوظيف الأشخاص الذين يمتلكون خبرة.

 في حين قال البعض الآخر أن المنظمات تدعم مواهب الشباب من أجل إدخالهم في سوق العمل وتقوم بدورات تقوية لاستغلال مواهبهم لبناء مجتمع أفضل، مشيراً أنه يوجد أيضاً عدة سلبيات في هذه المشاريع، حيث تعرض البعض للظلم في اختيار الأشخاص.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، تقول منسقة العلاقات العامة في جمعية “عطاء” الخيرية، الآنسة جمانة هبرة: “تأسست جمعية عطاء في عام 2013، في ولاية هطاي، أهم أعمالها تزويد المخيمات بالمساعدات الغذائية، وتدعم أفران خبز، كما تقوم بتقديم حصص اللحم قرابة 250 ألف حصة تصل للمحتاجين في الشمال السوري، المساعدة في عزل الخيم من الماء والحرارة، كما تدعم بسلسلة كاملة من المحاصيل الزراعية أهمها القمح”.

وأضافت هبرة: “أن جمعية عطاء تشجع على دعم الشباب وإيجاد فرص عمل لهم، من خلال مشاريع كالنقد مقابل العمل، كما دعمت العديد من المشاريع التنموية لتأهيل الشباب، وساهمت في الاستجابة السريعة للحد من البطالة، وقامت بتخريج 330 طالب من أصل 352، ضمن مشروع التأهيل المهني للشباب على مهن يحتاجها السوق منها تمديد الصحية وصيانة الطرقات صيانة الهاتف النقال والأدوات المنزلية الكهربائية، بما يتوافق مع حاجة المجتمع لمثل هذه المهن”.

وأكدت “أن الشابات يتلقينَ دورات تدريبية عن الخياطة والكوافيرة وصناعة الحلويات، وتعد فكرة التأهيل المهني أمر جديد على مجتمعنا، حيث كانت مهمشة وتأخذ من رب العمل، ولكن الآن أصبح تأهيل الشباب أفضل من السابق، ويتم تأهيل الشاب من قبل فرق مختصة، ويمتلك الشباب الذين انتهوا من التعليم حافز جيد وفرص عمل جيدة لهم ضمن برامج لاحقة تساعدهم في المستقبل، يتم ذلك بعد تقديم مشروع تخرج يستحق منحة عمل جيدة”.

وفي الحديث عن الصعوبات التي تواجه المنظمات، أوضحت عبرة، “أن تأسيس المراكز كان صعباً للغاية، وتأمين الأجهزة للمركز كون الشباب يتلقون تعليماً نظرياً وعملياً، والعملي يحتاج لتجهيزات خاصة، كما هناك مشكلة اختيار الفئة أحياناً كون العدد كبير جداً نظرا للأشخاص الذين يتم قبولهم في مشاريع إعادة التأهيل، وهو ما يعد أمر محزن عند رؤية هذا الكم الهائل من الأشخاص بحاجة لمثل هذه الدورات”.

وأردفت: “أن الإيجابيات من هذه المشاريع هي، أولاً تأمين دخل مادي للشخص بشكل كريم ودون التعرض للإذلال في كسب لقمة عيشه، ثانياً تخفيف البطالة وزيادة الحركة التجارية والاقتصادية، ثالثاً رضا المجتمع عن هذه المشاريع، كما نهدف في جمعية عطاء لبذل كامل جهدنا حتى لا يبقى أي شاب في الشمال السوري بحاجة لعمل”.

ولفتت إلى أن العديد من المنظمات تساهم في بذل الجهود لحث الجهات الداعمة على دعم المشاريع بشكل أفضل بما يتناسب مع عدد السكان في المناطق المحررة، لا سيما بما يهدد المنطقة من إغلاق المعابر، وعدم وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري.

واختتمت هبرة قائلةً: “يجب الحد من البطالة وحاربتها، ويجب على الشباب العمل جيداً للوصول إلى أحلامهم، وأن يكونوا جادين في البحث عن عمل ومواجهة الصعوبات التي قد تؤثر فيهم”.

وتسجل مناطق الشمال السوري ارتفاعاً واضحاً في وتيرة هجرة الشبان في ظل ندرة فرص العمل واكتظاظ السكان وكثرة عدد النازحين وتجمعهم في منطقة جغرافية ضيقة، إضافة إلى قلة المشاريع الاستثمارية والتنموية، واعتماد شريحة من السكان على المساعدات المعيشية.

ومع تنامي هذه الظاهرة، بدأت تطفو على السطح بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ومنها استنزاف اليد العاملة والكوادر العلمية المؤهلة، وكذلك اختلال التوازن بين فئة الشبان لصالح الإناث ودوره في انتشار العنوسة.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى