تقارير

ارتفاع درجات الحرارة يزداد وقعها على قاطني الخيام في الشمال السوري وتحذيرات من وقوع حرائق

تعلو التحذيرات من آثارٍ كارثية، وقعها أكبر على سكان المخيمات تحديداً، الذين يعيشون ظروفاً استثنائية في خيام قماشية ممزقة دون توفر أدنى مقومات الحياة من مياه وعوازل حرارية وغيرها، تزامناً مع موجة الحر التي تشهدها عموم مناطق الشمال السوري.

تتابع راديو فرش عن كثب أحوال قاطني الخيام في الشمال والذين هم أكثر تأثراً بالموجة بسبب ازدياد خطورة اشتعال البيوت القماشية وتتواصل مع الجهات الفاعلة والمؤثرة من أجل نشر الوعي المجتمعي لتفادي أية مخاطر.

وفي حديث خاص مع المسؤول الإعلامي للدفاع المدني السوري يقول لفرش أونلاين: “ترتفع وتيرة الحرائق بشكل دائم في كل صيف، ومع بداية فصل الصيف في عام 2021، استجابة فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وسجلت 1472 حريق في مناطق الشمال السوري”.

وأضاف الخليفة أن الحرائق في الشمال السوري توزعت على النحو الاتي 109 في مخيمات النازحين، 448 حريقا في الحقول الزراعية، و73 حريقا في الغابات والمناطق الحراجية”، ونوه أن تلك الحرائق أدت إلى مقتل 12 مدنيا، فيما استطاعت فرق الدفاع المدني إنقاذ 161 شخصا من تلك الحرائق، وتستمر فرق الدفاع المدني بالاستجابة للحرائق وإخماد النيران ومنع انتشارها”.

وتعتبر حرائق المخيمات أشد خطورة من الحرائق المنزلية بسبب طبيعة المواد المبنية منها والتي تكون في الغالب مواد سريعة الاشتعال (القماش والبلاستيك) إضافة لوجود الوقود في الخيام ما يجعل الحرائق سريعة الامتداد وقد يصعب اطفاؤها مباشرة بسبب تلاصق الخيام وغياب أية فواصل بينها تمنع الانتقال السريع للحريق من خيمة لأخرى.

وأكد الخليفة أن السبب الرئيسي لتلك الحرائق في المخيمات تعود إلى ارتفاع درجات الحرارة، أو استخدام مواد خطرة في التدفئة كالفيول والفحم والبلاستيك والنايلون ومخلفات قماشية وأحذية نتيجة تردي أوضاع المدنيين الاقتصادية، أو الطهي داخل الخيام لغياب أماكن مخصصة للطبخ في ظل ضعف الخدمات في المخيمات واكتظاظها، والتي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليون مدني يعيشون في 1304 مخيمات، من بينها 393 مخيماً عشوائياً”.

ولا تزال فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري تجد صعوبة كبيرة في الوصول للحرائق في المخيمات، لاسيما في المخيمات العشوائية، والتي تفتقد لطرقات تسمح بوصول سيارات الإطفاء، ما يؤخر الوصول للحريق لاسيما إذا كان في عمق المخيم”.

وتحدث الخليفة عن حلول إجرائية تتمثل بحملات التوعية المخصصة لسكان المخيمات من أجل تفادي الكوارث المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.

واعتبر أنه لا يوجد حتى اليوم إجراءات فعّالة لحل مشكلات مخيمات الشمال، خاصة العشوائية منها، مشيراً إلى أن المنظمات تعمل على مشاريع البناء الإسمنتي، وهو الحل الأمثل، إلا أن المشاريع لم تغطِ إلا قرابة من 7 إلى 10% من إجمالي سكان المخيمات، قائلاً: “ننظم حملات توعية للمدنيين من خطر الحرائق سواء النازحين في المخيمات أو المقيمين في المنازل، وتقوم فرق التوعية بحملات خاصة بالحرائق على مدار العام تستهدف النازحين بالمخيمات والمسؤولين عن المخيمات وتوزيع ملصقات وبروشورات حول ضرورة تهوية الخيام بشكل جيد وإبقائها مفتوحة تجنباً لاحتباس الحرارة داخلها، وتوعية طلاب المدارس والكوادر التدريسية، والمزارعين، والمدنيين في التجمعات السكانية”.

إن إنهاء معاناة النازحين في المخيمات من الحرائق والأمراض والسيول وغيرها من المخاطر التي تهددهم لا يمكن أن يتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه بحقهم، حسب ما قال الخليفة في ختام حديثه لفرش أونلاين.

ويعيش في الشمال السوري أكثر من 4.2 مليون نسمة، 48% منهم نازحون، فيما يعيش 26%من النازحين (ما يقارب مليون) داخل 1200 مخيم، موزعين في عموم الشمال السوري في إدلب وأرياف حلب.

وبحسب إحصائيات الدفاع المدني، يوجد في الشمال السوري أكثر من 390 مخيماً عشوائياً، يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة معرضين لكوارث الصيف والشتاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى