تقارير

مشاريع الرعاية الطبية.. أهميتها وانعكاساتها الإيجابية على الشمال السوري

تعتبر المستوصفات أو مراكز الرعاية الطبية الأولية من أهم المشاريع في المناطق المحررة، ويعود ذلك لانتشارها الواسع والخدمات المقدمة من قبلها، كما أن الواقع المعيشي الصعب وغلاء أجور العيادات الخاصة، توجه معظم الناس لهذه المراكز لما تقدمه من رعاية وأدوية وخدمات أولية بالمجان.

وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلونا، يقول الأهالي، إن للمشاريع الصحية دور كبير ومهم نظراً لكلفة العيادات الطبية الخاصة وأجور الأطباء المرتفعة في الشمال السوري المحرر، كما أن للمنظمات دور فعال في هذا السياق، حيث تقدم الدعم اللازم والأدوية للمشافي العامة والمستوصفات الصحية، كما تقوم بتأمين القيام بالعمليات المستعصية في المنطقة.

وأضاف الأهالي، أنه كما لهذه المراكز إيجابيات ولكن لديها بعض السلبيات ومنها: كمعاملة المريض بشكل غير جيد وسيئة في بعض المراكز، ضعف دور المنظمات في مخيمات النزوح، ونقص الإمكانيات اللوجستية، قلة المساعدات من الدعم الخارجي، مشيراً إلى ضرورة السعي لتأمين جميع الإمكانيات اللازمة لهذه المراكز.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول منسق المشاريع الطبية في الداخل منظمة إس دي آي “SDİ” بلال المرجي: “منظمة إس دي آي “SDİ” منظمة غير ربحية تقدم العديد من الخدمات، ولها عدة قطاعات منها، الصحي، والتعليمي، الإغاثي، والتنموي، والحماية، والإيواء، حيث تعمل ضمن محافظة إدلب وحلب وغصن الزيتون ودرع الفرات”.

وأضاف المرجي: “أن عدم الاستقرار في المنطقة يسبب العديد من العقبات بسبب القصف المستمر ونزوح الأهالي من مكان لآخر، والذي ينعكس سلباً على الواقع الطبي بسبب تفاوت الاحتياجات من منطقة لأخرى كما أن هناك قلة الدعم لهذه المراكز”، منوهاً إلى “نقص عدد الأطباء الموجودين في المناطق المحررة شمالي سوريا، والذي يسبب تحدي بالنسبة للعمل في قطاع الصحة ككل”.

وأكد، “كما نعمل في بعض المناطق في إدلب كمشفى حارم العام، والذي يقدم الخدمات الجراحية بالإضافة لقسم الرعاية الصحية وعيادات خارجية باختصاصات عديدة منها الداخلية، والعظمية، والجراحة العامة، والأذنية، والبولية، والطب النفسي، كما لدينا مركز صحي في سلقين بإدلب، يقدم عيادة صحة إنجابية وعيادة طبيب عام، ومركز كفر ناصح بحلب يقدم الرعاية الصحية العامة للأطفال والعامة، والنسائية، والأسنان”، بالإضافة لثلاثة عيادات متنقلة في منطقة حارم ومعرة مصرين، وتحتوي جميع المراكز على صيدلية مجانية ومخبر تحاليل طبية وخدمات تمريضية.

وأوضح البرجي، أن لديهم مراكز رعاية مختلفة أخرى مثل بنك الدم ومركز أطراف صناعية في عفرين، تقدم خدمات نوعية لمدة 24 ساعة.

وبالنسبة لفيروس كورونا، لفت برجي إلى أنه تم تعديل سياسة استقبال المرضى، والتي أصبحت تتم عبر الهاتف النقال لضرورة التباعد الاجتماعي، ويتم تقييم مريض فيروس كورونا، ومن ثم يدخل للحجر الصحي ويتلقى العلاج اللازم في أحد المشافي التابعة لنا في الشمال السوري المحرر.

وأردف أن، “جميع الخدمات والتحاليل والأدوية تقدم بشكل مجاني للمواطنين، ولكن يصعب تقديم جميع الأدوية بسبب قلتها وزيادة الطلب بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، ونعمل جاهدين لتأمين أكبر قدر مستطاع من الأدوية، كما لدينا لجنة إدارية مهمتها العمل على راحة المستفيد وتقديم الخدمة له وحفظ حقوقه، وفرق الرقابة والتقييم للتأكد على سير عمل المراكز بشكل جيد والاستماع للشكاوى من قبل هذه اللجنة”.

وعن المراكز التي تهتم برعاية المرأة والطفل، يشير برجي إلى أنه يتم تقديم الخدمات الصحية بما يخص الصحة الإنجابية، عبر العيادات المتنقلة وبشكل واسع في مراكز صحية والتي تحتوي على كوادر مختصة في مدينة سلقين وكفر ناصح، أما بالنسبة لتقديم الخدمات المقدمة للطفل فيتم إعطاء الطفل الرعاية الأولية اللازمة.

وتابع، “من أهم الصعوبات التي تواجه مراكزنا، هي قلة عدد المراكز الطبية والتي تحتاج تضافر الجهود لتأمين الأدوية اللازمة، وتأمين غالية الثمن منها، والعمل على خدمة الرنين المغناطيسي وزيادة الأجهزة الموجودة في المناطق المحررة”.

ويقول منسق المشاريع الطبية في الداخل منظمة إس دي آي “SDİ”: “هناك تعاون بيننا وبين المراكز الصحية الأخرى ومديرية صحة إدلب وننسق تقديم الخدمات للمستفيد”.

يذكر أن الكثير من المرافق الصحية في سوريا تعرضت للدمار نتيجة القصف لذلك، فقد قام العديد من الأطباء المحليين والمنظمات الغير حكومية بإنشاء مستشفيات في بعض مناطق محافظة إدلب.

وقد تم افتتاح تلك المستشفيات بالتركيز الأساسي على خدمات الطوارئ وجراحة الإصابات، ثم تطورت فيما بعد لتقدم الخدمات في مجالات صحية أخرى بما فيها الجراحات الاختيارية والرعاية الصحية الأولية وخدمات أمراض الأطفال.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى