تقارير

غياب المراكز الطبية في جبل الزاوية ينذر بكارثة إنسانية جنوبي إدلب

حذرت هيئات ومنظمات مجتمع مدني في محافظة إدلب من تدهور الوضع الصحي لآلاف المدنيين في قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، بعد تدمير النقطة الطبية الأخيرة في بلدة مرعيان بقصف مدفعي ليزري من قبل قوات نظام الأسد.

يقول محمد أحد سكان بلدات جبل الزاوية لفرش أونلاين: “نواجه العديد من الصعوبات في إسعاف المصابين بالقصف والمرضى إلى المراكز الطبية والمستشفيات في مدينتي إدلب وأريحا بعد استهداف قوات نظام الأسد لنقطة مرعيان الطبية، أبرزها صعوبات التنقل نتيجة الرصد الدائم لتحركاتنا من قبل طائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية، والقصف المدفعي والصاروخي المستمر على القرى والبلدات وبعد تلك المراكز عن المنطقة”.

ويضيف: “ننتظر سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني وبعض المنظمات الطبية لنقل الجرحى والمصابين بفيروس كورونا والمرضى، كوننا لا نستطيع التحرك بسهولة في المنطقة، خشية الاستهداف والقصف”.

وأكد، أن الوضع صعبٌ للغاية في المنطقة، “لا يوجد أي مركز طبي في المنطقة وأحياناً تحدث حالات وفاة لبعض الجرحى نتيجة النزف”، الوضع كارثي للغاية، وتسأل، “أين مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مما يحصل لنا من إبادة حقيقية من قبل روسيا وقوات نظام الأسد”.

وتسبب خروج النقطة الطبية الوحيدة في بلدة مرعيان جنوبي إدلب، بوضع صحي كارثي لا سيما مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، والانتشار المتسارع لفيروس كورونا، حيث تشير التقارير إلى وجود مئات الحالات المشتبه إصاباتها بالفيروس في قرى وبلدات الجبل في ظل تخوف المدنيين من التنقل خارج بلداتهم خوفاً من القصف.

من جهتها، وصفت منظمة الدفاع المدني الوضع الصحي في منطقة جبل الزاوية بالكارثي بعد تدمير نقطة مرعيان الطبية، محذرةً من تدهور الوضع الإنساني لعشرات آلاف المدنيين في ظل افتقار المنطقة إلى الخدمات الطبية الأساسية.

يقول فراس خليفة المسؤول الإعلامي للدفاع المدني في محافظة إدلب لفرش أونلاين: “إن الوضع الإنساني في قرى وبلدات جبل الزاوية يزداد سوءاً بعد خروج آخر النقاط الطبية عن الخدمة نتيجة استهدافها المباشر بقذائف ليزرية روسية أواخر الأسبوع الماضي، وهو ما يعتبر بدايةً لكارثة إنسانية كبيرة في حال استمرت عمليات القصف الجوي والبري”.

ويضيف، أن المنطقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، في ظل نقص مياه الشرب وعدم وجود نقاط طبية وتفشي سريع لفيروس كورونا.

من جهته، قال حسن الأحمد مسؤول المكتب الإعلامي في الدفاع المدني في أريحا لفرش أونلاين: “إن فرقهم الإسعافية تهرع إلى منطقة جبل الزاوية عند حدوث قصف جوي أو مدفعي لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات في المدن المجاورة كأريحا وإدلب لتلقي الخدمات الطبية، نتيجة عدم قدرة الأهالي على نقل جرحاهم خشية الاستهداف والرصد الدائم لمناطقهم بطائرات الاستطلاع الروسية”.

ويضيف، إن فرق الدفاع المدني استجابت لأكثر من 477 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا على قرى وبلدات المنطقة منذ بداية الحملة العسكرية من قبل نظام الأسد وروسيا في شهر حزيران الماضي.

من جانبه، اعتبر “خليفة”، أن افتقار المنطقة للنقاط الطبية سيدفع الأهالي للنزوح من بلداتهم وقراهم إلى مخيمات المناطق الحدودية التي تعاني أيضاً من سوء الخدمات بكافة نواحيها، مشيراً أنه تم تسجيل حالات نزوح لعشرات العائلات من قرى جبل الزاوية.

ودعا فريق منسقو استجابة سوريا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، المنظمات والهيئات الطبية والإنسانية العاملة في محافظة إدلب، إلى إعادة تفعيل النقاط الطبية في قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، وذلك بعد خروج نقطة مرعيان عن الخدمة.

وقال الفريق في بيانه له: “إن المنشآت والبنى التحتية في شمال غربي سوريا تعود لتكون عرضة للاستهداف الممنهج من نظام الأسد وروسيا، مسجلاً استهداف جديد لأحد مخيمات النازحين “مخيم مريم”.

وتعتبر نقطة مرعيان الطبية في جبل الزاوية، النقطة الوحيدة التي تقدم الخدمات الطبية لآلاف المدنيين في المنطقة، بإشراف كادر طبي تطوعي، في الوقت الذي تشهد المنطقة منذ عدة أشهر حملات قصف يومية، بحسب مراسلنا.

ويبلغ عدد المنشآت الحيوية التي تم استهدافها من قبل روسيا ونظام الأسد في شمال غربي سوريا منذ بدء وقف إطلاق النار في الخامس من آذار 2020، 56 منشأة خدمية وحيوية من ضمنها 7 مخيمات، بحسب إحصائية لمنسقو الاستجابة.

وتسببت الحملة العسكرية المستمرة منذ شهر حزيران الماضي، باستشهاد ما يزيد عن الـ 120 مدني، من بينهم 45 طفلاً و20 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني، بحسب إحصائية سابقة لمنظمة الخوذ البيضاء.

وكانت قوات نظام الأسد استهدفت صباح الأربعاء الماضي، بقذائف مدفعية ليزرية النقطة الطبية الوحيدة في جبل الزاوية، ما تسبب باستشهاد سيدة ودمار النقطة بالكامل.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى