تقارير

توقف الدعم عن مشافي ومراكز طبية في إدلب ينذر بكارثة صحية

في الوقت الذي يشهد فيه القطاع الصحي في شمال غربي سوريا، أصعب مرحلة يمر بها في تاريخ الثورة السورية، تزامناً مع تداعيات جائحة كورونا وتسببها بعجز كبير في عمل الكوادر الطبية.

أعلنت عدة مستشفيات ومراكز طبية في شمال غربي سوريا، عن توقف الدعم المقدم لها من قبل المنظمات الطبية في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعصف بالمدنيين في المنطقة.

ويأتي قرار التوقيف في ظل استمرار الانتشار المتسارع لفيروس كورونا الذي أنهك المنشآت الطبية الخاصة بعزل وعلاج المصابين، الأمر الذي سينعكس سلباً على المدنيين في شمال غربي سوريا.

وبلغ عدد المنشآت الطبية التي توقف عنها الدعم 9 مشافي ومراكز طبية في محافظة إدلب، وفق ما أكده الدكتور يحيى نعمة مسؤول المشافي في مديرية صحة إدلب لفرش أونلاين.

وأضاف “نعمة”، أن المنشآت تعمل حالياً بشكل تطوعي، وتم إغلاق مشفى بلدة “الجانودية” بشكل كامل، حيث تعتبر من المشافي المهمة التي تخدم العديد من القرى والبلدات غربي إدلب وشمالي اللاذقية.

وعزى “نعمة” أسباب توقف تلك المنشآت إلى انتهاء العقود المبرمة مع المنظمات الإنسانية، وعدم تجديد المنح من قبلها، وانخفاض الدعم الدولي المقدم للقطاع الصحي في شمال غربي سوريا.

وأعتقد “نعمة” أنه يوجد توجه من قبل الجهات المانحة والأمم المتحدة لتخفيض الدعم المقدم للمشاريع الصحية في شمال غربي سوريا، مشيراً أن ذلك التوجه بدأ في أواخر عام 2019، عندما تم التوقف عن دعم مديرية صحة إدلب والمنشآت الطبية التي تشغلها.

 وحذر مسؤول المشافي في مديرية صحة إدلب خلال حديثه لفرش أونلاين، من تبعات توقف تلك المنشآت قائلاً: “إن واقع القطاع الصحي في المناطق المحررة، صعب ومقلق للغاية نتيجة الانتشار المتسارع لجائحة كورونا”.

وأشار إلى أن بعض المستشفيات التي توقفت تعتبر الوحيدة في بعض البلدات كـ “الجانودية” و”عين البيضا”، وهي تخدم مناطق شاسعة غربي إدلب، الذي يفتقر لوجود مشافي مجهزة بكامل التجهيزات الطبية الضرورية.

ومن المشافي التي توقفت وتستمر بالعمل بشكل تطوعي (مسفى السلام للأطفال والنسائية في حارم-مشفى كفر تخاريم المركزي للتوليد-مشفى إنقاذ روح في سلقين-مشفى المدينة ببلدة كللي-مشفى دركوش المركزي-مشفى باريشا للأمراض العينية-مشفى الرجاء الجراحي في أطمة-مشفى عين البيضا بالقرب من خربة الجوز)، بحسب “نعمة”.

ولفت “نعمة”، أن تلك المنشآت الطبية تعد مراكز مهمة تخدم المدنيين بين مقيمين ونازحين.

وسيؤدي تعليق الدعم عن المشافي والمراكز الطبية إلى حرمان ما يقارب المليون مدني من سكان المناطق والنازحين، خصوصاً مع اعتبار تلك المدن والبلدات مناطق مكتظة وتقع على الحدود السورية التركية.

كما وسيؤدي التوقف إلى حرمان أكثر من مليون مدني من الخدمات التي تقدمها تلك المنشآت، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التنقل للوصول إلى المراكز الطبية البعيدة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

وحذر فريق منسقو استجابة سوريا من التداعيات المترتبة لإيقاف الدعم عن عدد من المنشآت الطبية في شمال غربي سوريا، بالتزامن مع استمرار جائحة كورونا.

 وطالب الفريق جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات الإنسانية في شمال غربي سوريا إلى ضرورة إعادة تفعيل الدعم عن المنشآت المتوقفة، محذراً من كارثة صحية قد تشهدها المنطقة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة ووجود ملايين المدنيين في منطقة جغرافية صغيرة.

وتفتقر منطقة جبل الزاوية ومناطق متفرقة من جنوبي إدلب، إلى وجود مراكز طبية تخدم المدنيين في ظل استمرار حملة القصف التي تشنها قوات نظام الأسد مدعومةً بطائرات الاحتلال الروسي.

يذكر أن القطاع الصحي تضرر كثيراً خلال الثورة السورية نتيجة الاستهداف الممنهج من قبل نظام الأسد والطائرات الروسية للمشافي والمراكز الطبية، ما تسبب بخروج عشرات النقاط الطبية ومقتل العشرات من الكوادر الصحية العاملة فيها، إضافة إلى هجرة عدد كبير من الأطباء والعاملين الصحيين، ما زاد من الأعباء على القطاع الطبي في المناطق المحررة.

إعداد: حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى