تقارير

صعوبات ومخاطر يواجهها أهالي جبل الزاوية أثناء قطاف موسم الزيتون

تحديات كبيرة تواجه أهالي جبل الزاوية جنوبي إدلب في قطاف الزيتون هذه السنة، خاصةً أن المنطقة تقع بالقرب من مناطق سيطرت نظام الأسد، حيث تتعرض للقصف باستمرار.

ورغم استهداف قوات نظام الأسد بشكل مباشر للأراضي الزراعية، يبدأ أهالي جبل الزاوية جني موسم الزيتون، والذي لطالما قد انتظروه لمدة عام كامل، إذ يُعتبر جني موسم الزيتون مخاطرة كبيرة لدى الكثيرين، في ظل القصف المتواصل.

ويقول أحد المزارعين في منطقة جبل الزاوية في حديث لفرش: “معظم المزارعين في جبل الزاوية يبدؤون بقطاف ثمرة الزيتون في هذه الأيام من السنة، وبعد سيطرت قوات نظام الأسد على مناطق كبيرة من ريف إدلب الجنوبي، أصبحت أراضينا الزراعية على مقربة من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد، حيث أصبحنا نواجه صعوبات ومخاطر عديدة في قطف ثمرة الزيتون هذا الموسم، منها الخوف من رصدنا من قبل طائرة الاستطلاع أثناء تواجدنا في الأراضي الزراعية، وإن تم رصدنا سيتم استهدافنا بالقصف مباشرةً من قبل قوات نظام الأسد”.

ويضع أصحاب الأراضي الزراعية القريبة من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد أنفسهم تحت خطر القصف، حتى يستطيعوا جني محصولهم كل موسم، نتيجة تكرار استهدافهم من قبل قوات النظام خاصة في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وبدأ المزارعون في محافظة إدلب منذ أكثر من أسبوعين بقطف الزيتون، الذي يشكّل موردًا مهمًا لأهالي جبل الزاوية، وهي منطقة تعتبر الأخطر حاليًا، بعد تصعيد نظام الأسد وروسيا من قصفهما على قراها وبلداتها خلال الشهر الماضية.

وذكر المزارعون في جبل الزاوية في حديث لفرش، أنه تم استهداف ورشات لقطاف الزيتون في الأراضي الزراعية لبلدة كنصفرة وقرية البارة في الأيام الماضية بعد رصدهم بطائرة الاستطلاع، مما تسبب باستشهاد وإصابة العديدة من المزارعين، ونتيجةً لذلك يواجه المزارعون صعوبة كبيرة في قطاف الزيتون هذا الموسم خشية استهدافنا.

وتشتهر منطقة جبل الزاوية بكثرة أشجار الزيتون، حيث كانت من كبرى المناطق المنتجة لزيت الزيتون في محافظة إدلب، وتراجع موسم الزيتون هذه السنة بشكل كبير، لأسباب عديدة زكرها  أحد مزارعي المنطقة في حديث لفرش، حيث قال: “شجرة الزيتون بشكل عام تتطلب خدمة كبيرة حيث يجب حراثة الأرض ثلاث مرات، وشحالة شجرة الزيتون كل سنة، والقيام بوضع السماد والسواد لشجرة الزيتون لكي تثمر، وتسببت قلت الخدمة لأراضي الزيتون إلى تراجع الموسم نتيجة نزوح الأهالي على الحدود التركية بسبب القصف المتواصل من قبل قوات نظام الأسد على جبل الزاوية، وخوفاً من رصدهم من قبل طيران الاستطلاع الذي لا يفارق أجواء جبل الزاوية”.

وتشكّل المواسم الزراعية متنفسًا اقتصاديًا للأهالي في مناطق جبل الزاوية، في ظل تراجع الوضع المعيشي وندرة فرص العمل، ولكن هذه السنة بدأ الأهالي في جبل الزاوية بقلع أشجار الزيتون للتدفئة في فصل الشتاء نتيجة ضعف أوضاعهم المعيشية، حيث يقومون بزراعة أشجار التين بدلاً عن الزيتون، كون موسم التين أسرع مقارنةً بالزيتون.

وتلجأ قوات نظام الأسد لمحاربة الأهالي في جبل الزاوية حتى في مورد معيشتهم، لتحولها إلى لقمة مغمسة في الدم، ورغم ذلك يستمر المزارعين في جني محاصيلهم في ظل التهديدات المستمرة لحياتهم.

إعداد: وائل زعتور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى