تقارير

ارتفاع أسعار مواد التدفئة يثقل كاهل المواطنين شمال غربي سوريا وسط ظروف معيشية صعبة

تتكرر معاناة المواطنين في شمال غربي سوريا، مع قدوم فصل الشتاء كل عام، عشرات الأسئلة نفسها تتجدد كل شتاء في ظل ارتفاع سعر المازوت الذي يعتمد عليه غالبيتهم في تدفئة منازلهم وخيمهم.

وتسبب ارتفاع أسعار المحروقات وتحديداً المازوت المستخدم كمادة أساسية للتدفئة، إلى عزوف غالبية المواطنين عن اقتنائه واللجوء إلى استخدام مواد أخرى ذات تكلفة مادية أقل، علهم بذلك يستطيعون تأمين مواد التدفئة خلال هذا الشتاء.

راديو فرش التقت بعدد من المواطنين وسألتهم عن استعداداتهم لاستقبال فصل الشتاء في ظل ارتفاع سعر مادة المازوت والغاز.

يقول “محمد” مهجر من ريف إدلب الجنوبي لفرش: ” إنه لم يتمكن من تأمين مواد التدفئة نتيجة لارتفاع أسعارها، وعدم قدرته المادية على تأمين الأموال اللازمة لشرائها”.

ويضيف، “أن أجرته الأسبوعية التي يتقاضاها بعد عمل شاق ومتعب لتكفي لتغطية احتياجات أسرته”، داعياً الجهات الحكومية إلى النظر في قضية أجرة العمال والعمل على رفع أجورهم اليومية في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات.

وتسأل “محمد” قائلاً: “كيف للعامل أن يوفر الأموال اللازمة لشراء مواد التدفئة سواءً المازوت أو الحطب أو البيرين وحتى الفحم الحجري، في وقت لا تزيد أجرته اليومية حاجز العشرين ليرةً تركية”.

وأدى ارتفاع سعر المازوت إلى لجوء المواطنين إلى الاعتماد على مواد بديلة لاستخدامها في التدفئة، كالحطب والبيرين والفحم الحجري، وهي جميعها تباع بأسعار مرتفعة، إلا أنها تعتبر مواد اقتصادية وتوفيرية في الوقت نفسها.

كما ولجأ قسم كبير منهم إلى تحويل مدافئ المازوت المتواجدة لديهم، إلى مدافئ تعمل على قشر الفستق الحلبي المادة الأكثر رواجاً واستعمالاً في المناطق المحررة خلال السنوات الأخيرة، وبالرغم من غلاء أسعار المدافئ التي تعمل على “القشر” إلا أنها تعبر الخيار الأفضل لفئة معينة من المواطنين.

وفي وقت يفضل قسم كبير من المواطنين اللجوء إلى استعمال مواد بديلة عن المازوت خلال هذا الشتاء، يوجد قسم آخر منهم سيمضي هذا الفصل بدون تركيب المدافئ في منازلهم نتيجة لتردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، أو سيضطرون إلى استعمال المواد البلاستيكية وروث الحيوانات في تدفئة أجساد أطفالهم، وهي مواد تسبب العديد من الأمراض للجهاز التنفسي كالزكام والتهاب القصبات والرئة نتيجة للروائح والدخان المنبعث عن احتراقها.

يقول “أحمد” مهجر من ريف حلب الجنوبي لفرش: ” إن سعر الطن الواحد من قشر الفستق الحلبي 160 دولاراً والحطب 150 دولاراً والبيرين يباع الطن بـ 140 دولار، وهي أسعار مرتفعة جداً لذوي الدخل المحدود ولا تستطيع أغلب العائلات شرائها”.

ويضيف، “أنه سيلجأ إلى استعمال (الجلة) روث الحيوانات والمواد البلاستيكية والألبسة القديمة في اشغال المدفئة داخل خيمته القديمة”، بالرغم من معرفته المسبقة بحجم الضرر الذي سينتج عن احتراق تلك المواد بالنسبة له ولعائلته، يقول: “دخان يعمي ولا برد يقتل”.

وشهدت أسعار المحروقات خلال الأسبوع الحالي، ارتفاعين متتالين هما الأكبر من نوعهما منذ أشهر، وذلك على خلفية انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، حسبما بررت شركة “وتد” المسيطرة على قطاع المحروقات في محافظة إدلب.

وأثار الارتفاع  الكبير موجة سخط وغضب كبيرين على شركة “وتد” المتحكم الأكبر بقطاع المحروقات في المحافظة، وعبر المواطنين عن غضبهم من خلال منشورات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويلقي المواطنين في المناطق المحررة اللوم على الجهات الحكومية التي تكتفي بفرض وإصدار القرارات دون العمل على ملاحقة الفاسدين وضبط الأسعار ومخالفة من يتلاعب بها.

يبدو أن شتاء هذا العام سيكون ضيفاً ثقيلاً على المواطنين في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، وسط ظروف اقتصادية متدهورة ومعيشية صعبة وارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر بشكل كبير في أوساط المواطنين، حيث أشارت إحصائيات سابقة لفريق منسقو استجابة، أن نسبة ارتفاع الأسعار تجاوزت حاجز الـ 200% لبعض المواد، وهي نسبة كبيرة تشير إلى قرب حصول مجاعة إنسانية، وفق ما أشار إليه الفريق بعد إجراء استطلاع للرأي في عدد من مدن وبلدات المنطقة.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى