تقارير

مخلفات الحرب.. قضية شائكة تثقل كاهل السوريين

تعتبر قضية مخلفات الحرب في الشمال السوري، من القضايا الشائكة التي تسببت بمقتل وجرح آلاف الأشخاص في الشمال السوري المحرر، وهو الأمر الذي ألزم المنظمات الإنسانية والحقوقية بإطلاق حملات توعوية لتحذير الأهالي من مخاطر هذه المخلفات.

وبحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على مخلفات الذخائر العنقودية، والحملة الدولية لحظر الألغام لعام 2020، فقد قتل في سوريا 2729 شخص بسبب الذخائر الغير منفجرة، أغلبهم مدنيين وأطفال، يعود ذلك لكثرة مخلفات الحرب في سوريا، بسبب قصف نظام الأسد المناطق بشكل مكثف وعشوائي على العديد من المناطق السورية.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول منسق الذخائر المنفجرة في منظمة الدفاع المدني السوري، محمد المحمد: “مع الانتشار الكثيف للذخائر الغير منفجرة (مخلفات الحرب) نتيجة القصف العشوائي من قبل نظام الأسد، حصلت العديد من الحوادث التي أدت لوفاة وجرح مدنيين بسبب انفجار هذه المخلفات”.

وأضاف المحمد: “نقوم بالعديد من جلسات التغيير، لتوصية الأهالي بالتصرف الصحيح عند مشاهدة أي جسم غريب ومشكوك به من مخلفات الحرب والذخيرة غير المنفجرة، ومعظم التوصيات هي: عدم اللمس وعدم التحريك وإبلاغ الناس من حولك للابتعاد عنها، وثم الاتصال بالجهات المختصة من منظمة الدفاع المدني لإزالة هذه المخلفات”.

وعن الصعوبات التي تواجههم في منظمة الدفاع المدني، أكد المسؤول عن مخلفات الحرب في الدفاع المدني، “أن هناك العديد من الصعوبات ومنها: الانتشار الكثيف لهذه المخلفات في منطقة جغرافية ضيقة، وأغلب المناطق التي تتعرض للقصف هي زراعية وبالتالي يكون القسم الكبير من مخلفات الحرب تحت الأرض”.

وفي التفاصيل عن الاحصائيات، أوضح المحمد، “مع الأسف لا يوجد إحصائية كاملة لعدد المصابين أو المتأثرين بمخلفات الحرب، لكن بحسب المنظمة الدولية لحقوق الانسان، فإنه قد تم توثيق مقتل حوالي 12 ألف شخص 25% منهم من الأطفال”.

وعن آلية التخلص من الذخائر غير المنفجرة، شرح المحمد قائلاً: “لدينا آلية واحدة للتخلص من مخلفات الحرب، وهي التخلص من الذخائر بشكل فردي مع عدم تحريكها أو نقلها من مكان لآخر، عن طريق استخدام معدات خاصة لحرق الذخائر وإيجاد حرارة مناسبة لتفعيل الصاعق وتفجيرها في ذات المكان”.

وكان قد كشف إحصاء نشره “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن أكثر من مائة مدني قُتلوا منذ بداية السنة نتيجة انفجارات من مخلفات الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011.

وقال “المرصد” بأنه وثق مقتل أكثر من 101 مدني نتيجة انفجار ألغام من مخلفات الحرب في مناطق سورية متفرقة، من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، خلال الفترة الممتدة منذ مطلع عام 2021 وحتى مارس (آذار) الماضي، بينهم 20 مواطنة و34 طفلاً.

وأوضح أنه أصيب خلال الفترة ذاتها أكثر من 42 مدنياً بجروح متفاوتة بعضهم في حالات خطرة.

ومن بين العدد الكلي للضحايا، وثق “المرصد” مقتل 44 شخصاً بينهم 13 مواطنة و5 أطفال خلال جمعهم مادة الكمأة التي تنمو في المناطق التي تتعرض لأمطار غزيرة وتباع بأسعار باهظة.

ولا تزال مخلفات الحرب في المناطق السورية المحررة تتسبب بمقتل آلاف المدنيين منذ بداية انطلاق الثورة السورية وحتى اليوم، وسط بحث مطول عن حلول جديدة من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى