تقارير

“حقك تأخد دورك”.. حملة شعبية تهدف إلى القضاء على البطالة في شمال غربي سوريا

يحلم آلاف الشباب في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، بدخول سوق العمل لا سيما طلاب الجامعات بعد تخرجهم، وذلك بهدف تأسيس حياة أفضل تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، لكن يبدو ذلك أمراً صعباً للكثير منهم في ظل ما تشهده المنطقة من قلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، وهيمنة المحسوبيات كما يسميها أبناء المنطقة في غالبية المنظمات والجمعيات الإنسانية وغيرها من المؤسسات.

يقول يزن (خريج معهد طبي) لفرش: “قبل تخرجي بأشهر قليلة بدأت التخطيط حول مستقبلي الشخصي، بعد دخول سوق العمل وتطوير مهاراتي وتعزيزها، لكنني اصطدمت بالواقع المرير وعدم تحصيلي لوظيفة في مجال دراستي، ما دفعني للعمل في الأعمال الحرة ذات الأجر الزهيد الذي لا يتماشى مع الغلاء المعيشي في منطقتنا المحررة”.

وعزا يزن ذلك إلى ازدياد المحسوبيات في أوساط المنظمات الإنسانية، بالرغم من كفاءته العلمية، بدوره اعتبر زميله الذي رفض الكشف عن اسمه، أن قلة فرص العمل في المنطقة تدفع الشباب إلى مغادرة البلاد سواءً إلى تركيا بهدف إيجاد عمل أو اللجوء إلى أوروبا لتأمين حياة أفضل.

وتعتبر ظاهرة البطالة التي تهيمن على مناطق شمال غربي سوريا، من أهم الأسباب التي تدفع الشباب السوري للهجرة وذلك لتأسيس حياة خاصةً بهم، وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن أكثر من 90% من الشباب في المناطق المحررة لا يجدون عمل، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على عملية التنمية لا سيما مع وجود مئات بل آلاف القدرات والمواهب الشابة التي يجري تهميشها بشكل واضح.

ولا تقتصر البطالة على الخريجين الجامعين، بل تشمل أصحاب المهن والحرف والصناعات، ويجد قسم كبير من الشباب صعوبات عديدة تواجههم في الحصول على وظيفة، لا سيما مع الازدحام السكاني الكبير في المناطق المحررة نتيجةً لتواجد أكثر من 3 مليون مدني بين نازح ومهجر، ويزيد ذلك تردي الأوضاع المعيشية مما يندر بأزمة حقيقية.

وبهدف تسليط الضوء على مشكلة البطالة في المنطقة، يعمل مجموعة من الناشطين في مدينة الدانا شمالي إدلب ضمن مبادرة مجتمعية تحت اسم “حقك تأخد دورك”، وذلك بهدف التوعية من المخاطر التي تسببها تلك المعضلة الخطيرة على المناطق المحررة.

يقول نور نبهان منسق الحملة لفرش: “تعتبر الحملة من حملات المناصرة التي تهدف إلى توعية المجتمع حول الآثار السلبية التي تسببها البطالة وخاصةً للشباب، إضافةً إلى تسليط الضوء على حق العمل الأساسي الذي يعتبر من الحقوق الهامة للإنسان”.

وأضاف “نبهان”، أن حملة “حقك تأخد دورك” تهدف إلى الوصول إلى مجتمع خالي من البطالة يتم فيه استثمار الموارد البشرية بشكل مثالي، ورفع سوية الوعي العام، وتمكين الشباب من دخول سوق العمل عبر إخضاعهم إلى تدريبات تتماشى من الوظائف الحالية، منها البرامج المكتبية “office” والمراقبة والتقييم والموارد البشرية وحماية الطفل، ومهارات كتابة السيرة الذاتية التي يجهل العديد منهم الطرق الصحيحة لكتابتها.

وتقوم الحملة على نشر لافتات طرقية تهدف إلى التعريف عن أهمية العمل والتداعيات السلبية للبطالة من خلال رسومات جدارية جرى رسمها في الطرقات الرئيسة والفرعية في مدينة الدانا، وفقاً لـ “نبهان”.

ودعا الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية إلى العمل المشترك فيما بينها لإيجاد حلول جذرية لتلك المعضلة التي تؤثر على شباب المناطق المحررة، لافتاً أنهم قاموا بتوثيق كافات الجامعات بهدف إرشاد الطلاب الجدد للالتحاق بها، أو للراغبين من المنقطعين عن الدراسة بالعودة إلى التعلم مجدداً، إضافة لإصدار قائمة تحتوي كافة أسماء المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة التي تقدر بـ 120 منظمة موثقة لإتاحة المجال أمامهم للوصول إلى معرفاتها ومتابعة إعلانات التوظيف.

واعتبر أن القضاء على ظاهرة البطالة سيؤدي إلى القضاء على العديد من المشاكل التي تؤثر على النسيج السوري وإتاحة المجال أمام استثمار فعال للقدرات والمواهب الشبابية الخاملة حتى الآن، للنهوض بعملية التنمية المستدامة في المناطق المحررة.

وانطلقت الحملة منذ شباط/فبراير الماضي، ولا يزال القائمين عليها مستمرين في تقديم كافة التدريبات التي تهم الشباب في المنطقة.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى