تقارير

ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة قاطني المخيمات شمال غربي سوريا  

تعاني “أم محمد” وعائلتها المهجرة التي تسكن أحد المخيمات العشوائية القريبة من مدينة الباب شمال شرقي حلب، من موجات الحر التي تضرب المنطقة، والتي بدأت تشتد مع انتصاف فصل الصيف.

وقالت خلال حديثها لفرش، إن المعيشية داخل الخيام باتت صعبة في ظل درجات الحرارة المرتفعة جداً، فالخيمة التي تسكن بها أصبحت كـ “الفرن” وتحديداً في أوقات الظهيرة.

وأضافت، أن أطفالها يعانون كل يوم من لهيب الشمس الحارقة وأنهم يصابون بالاختناق، فالخيمة كما توضح “أم محمد” لا “تقييهم حر الصيف”.

تنطبق حالة “أم محمد” على معاناة قرابة المليون ونصف نازح ومهجر يسكنون المخيمات سواءً العشوائية منها أو تلك التي بنيت من طوب، لا سيما أن غالبية مخيمات شمال غربي سوريا بنيت على عجل بهدف إيواء النازحين، حيث أن معظم العشوائية منها مصنوعة من القماش والنايلون.

ولفتت “أم محمد” إلى أن عائلتها نزحت منذ 6 سنوات بسبب العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة التي تعيشها، موضحةً أنها تعيش في المخيم العشوائي منذ ذلك الوقت، وأن الخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية ضئيلة ولا تتناسب مع حجم المعاناة التي تعانيها إضافةً لعشرات العائلات النازحة التي تقطن نفس المخيم.

وأشارت، أن أطفالها عادة ما يعانون من الإسهال وارتفاع الحرارة بسبب ضربات الشمس والحر الشديد.

وتأمل “أم محمد”، من أن يصل صوتها إلى من يعنيه الأمر من المنظمات الإنسانية والقائمين على خدمة تلك المخيمات، و “النظر بعين الرحمة إلى الواقع المرير الذي يعيشونه”، وتلبية بعض احتياجاتهم التي من شأنها أن تخفف عنهم.

من جانبها، أطلقت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) عدة تحذيرات لتجنب الآثار الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وتقليل الأضرار الناجمة عنها.

وقال المتطوع في المنظمة، فيصل محمد علي، لـ فرش، إن مناطق شمال غربي سوريا تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بدرجات الحرارة، ما يزيد من نسب الإصابة بضربات الشمس لا سيما عند التعرض المباشر لأشعتها في ساعات الذروة أوقات الظهيرة.

وأضاف، أن فرق التوعية في الدفاع المدني حذرت المدنيين من عدم الخروج في أوقات الذروة، ونصحتهم بارتداء القبعات أو أغطية الرأس في حال اضطرارهم للخروج بغية عدم إصابتهم بضربات الشمس.

وكان فريق منسقو استجابة سوريا قد حذر، في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي، من ارتفاع درجات الحرارة والآثار المترتبة عليها، خاصة في مخيمات النازحين، والتي يعاني قاطنيها أوضاعًا إنسانيةً سيئةً، في ظل موجات الحر التي تضرب البلاد، والضعف الكبير في عمليات الاستجابة الإنسانية ضمن المخيمات.

ولفت الفريق إلى أن أكثر من 109 حريقاً نشب ضمن المخيمات منذ بداية العام وحتى شهر يوليو الحالي، نتيجة عوامل مختلفة أبرزها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، والتي من المتوقع أن تزداد خلال الأيام القادمة.

وتضرب مناطق شمال غربي سوريا موجة حر وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، لتلقي بظلالها على مخيمات النازحين، التي يبلغ عددها قرابة 1500 مخيم بحسب إحصائيات سابقة لفريق منسقو استجابة سوريا، الذي أشار أن غالبية المخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة في ظل امخاض عمليات الاستجابة الإنسانية، وما يزيد من المعاناة وفقاً للفريق موجات الحرارة التي تشهدها المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى