الشبكة السورية: عودة اللاجئين السوريين مرتبطة بانتقال سياسي ديمقراطي
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، أن سوريا بلد غير آمن وعودة ملايين اللاجئين مرتبطة بتحقيق انتقال سياسي ديمقراطي.
وقالت الشبكة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، إن الانتهاكات التي مارسها نظام الأسد وبقية أطراف النزاع، تسببت بتشريد نصف الشعب السوري ما بين نازح ولاجئ، وما زال هناك عشرات الآلاف يرغبون في اللجوء نظراً لأن الانتهاكات مستمرة، بل وتعاد العلاقات مع مرتكبيها، مما يعني فقدان أي أمل في العودة القريبة إلى سوريا.
وشدد البيان، على أن الانتهاكات المستمرة من قبل مختلف أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا هي السبب الرئيس وراء توليد مزيدٍ من اللاجئين، وعلى الرغم من تراجع وتيرة بعض الانتهاكات في العامين الأخيرين، فإن الأثر التراكمي لهذه الانتهاكات على مدى 12عاماً خلَّف أوضاعاً كارثيةً لحالة حقوق الإنسان في سوريا.
ووثقت الشبكة وفاة ما لا يقل عن 37 سورياً بينهم 7 سيدات جلهم من محافظة درعا؛ غرقاً في حادثة واحدة، من جراء انقلاب قارب كان يقلهم مع طالبي لجوء وآخرين من جنسيات مختلفة، 9 حزيران، انطلاقاً من السواحل الليبية باتجاه أوروبا.
ولفت البيان، إلى أن التقديرات تشير بأن القارب كان يقل ما بين 700 إلى 750 شخصاً بينهم نساء وأطفال، قبل أن يغرق بهم صباح الأربعاء 14 حزيران 2023 في البحر الأبيض المتوسط جنوب اليونان على بعد قرابة 50 ميلاً بحرياً قبالة سواحل بيلوس.
وطالبت الشبكة السلطات اليونانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفتح تحقيق للكشف عن أسباب غرق قارب طالبي اللجوء المتجه إلى اليونان والذي أسفر عن وفاة 37 سورياً.
وأكد البيان، أنه لا يحق لأية حكومة أن تقيّم الأوضاع في سوريا، ثم بناءً على هذا التقييم تتخذ قرارات بترحيل اللاجئين السوريين لديها إلى سوريا، كما أن مهمة تقييم الأوضاع في سوريا هي من وظيفة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة، والمنظمات الحقوقية الدولية، والمنظمات المحلية المختصة والفاعلة بتوثيق الانتهاكات في سوريا، كالشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجميع هؤلاء أكدوا أنَّ سوريا بلد غير آمن.
ووثقت الشبكة منذ مطلع عام 2014 حتى حزيران 2023 ما لا يقل عن 3367 حالة اعتقال تعسفي بينها 246 طفلاً و212 سيدة، بحق لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعهم اعتقلوا على يد قوات نظام الأسد.
وأعربت الشبكة عن تخوفها من أن تؤدي إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية إلى إجبار اللاجئين السوريين على العودة، معتبرة أن ذلك لا يعني أن سوريا أصبحت آمنة لأن نظام الأسد ما يزال يمارس جرائم ضد الإنسانية.
كما سجلت الشبكة إعادة قسرية لما لا يقل عن 874 لاجئاً سورياً في لبنان، منذ مطلع نيسان المنصرم 2023 حتى الآن، بينهم 86 سيدة و104 أطفال، كما سجلت اعتقال 87 شخصاً منهم من بينهم 2 طفل و5 سيدات، بينهم شخصان من عائلة واحدة. معظمهم اعتقلتهم مفرزة الأمن العسكري التابعة لقوات النظام في منطقة المصنع الحدودية.
ودعا البيان، حكومات الدول التي لديها لاجئون سوريون، وبشكل خاص دول الجوار التي تحتوي الأعداد الأكبر منهم، التوقف عن تهديدهم المستمر بالترحيل إلى سوريا، لأنَّ ذلك يشكل مصدر قلق نفسي وتهديدا للاستقرار المادي، وتعطيلا لعمليات الدمج المجتمعي التي يقومون بها.
