غير مصنف

استكمال النصر العسكري للنظام في آسيا.. بعيون موالي الأسد

قبيل انطلاق مباراة منتخب نظام الأسد مساء الأحد، ينقسم الشارع بين مؤيِّد ومعارض وكثرت استطلاعات الرأي بخصوص دعم المنتخب اللاوطني.

منتخب يرفع (البوط العسكري) شعاراً له وجعل من البطولة الآسيوية التي من المفترض أن تجمع السوريين سبباً لقسمتهم، وبات يطمح في تحقيق انجازٍ تاريخي يعتبر استكمالاً لما حققته آلة نظامه الحربية ضد المدنيين السوريين.

في نفس الزمان وبمكان مختلف يقبع آلاف السوريين تحت خيامٍ لا تغني عنهم برد الشتاء ولا أمطاره الغزيرة، وباتو عائمين على أرضٍ امتزجت بالدم والطين والأمطار، وتلفظهم منها أينما حلَّوا.

لا غرابة في ألوهية منتخب النظام بعيون مواليه الذين لطالما أطربتهم صواريخ الراجمات وبراميل الطاهرات التي انهمرت غزارة أمطار الشتاء على رؤوس المدنيين في غوطة دمشق الشرقية، فهم يعيشون في كوكب آخر وبُعدٍ آخر سرمدي المكان والزمان.

في الوقت الذي لا نتعجب من أفعال هكذا مخلوقات أن تحتفل مع منتخب يمثلها وتحتفي به، ولكن العجب فيمن تهاوت عليه القذائف والحمم ولم يجد له مأوى يحتمي به إلَّا خيمة وجدها آمنة إلى حينٍ من وقتٍ قد مضى.

منتخب ضمَّ بين أطرافه من حمل السلاح وشارك في مجازر الأٍسد بحق شعبه، وبين من انقلب على مبادئه وعاد إلى حضن النظام من الباب الكروي، وبين من صاح وجهر بتأييده لقتل آلاف السوريين فداءً (لصباط الأسد).

كيف يقبل من فقد أحد أقربائه أو أصدقائه أن يكون في بوتقة واحدة مع من خرج على شاشات النظام الإعلامية يشتم به ليل نهار، كيف يرضى لنفسه أن يشاركهم أفراحهم وقد كانوا الشامتين في أحزانه، كيف لم يفكَّر أنَّ راية المنتخب التي سوف ترفرف في مدرجات المعلب ستكون راية نظام الأسد.

ستبدأ البطولة وسرعان ما تنتهي ليعود كلٌّ إلى مكانه الذي شجع منه، ويعود كلٌّ لمواقفه التي كان عليها، ويعود الشامتون الذين كنا معهم بالأمس في سوية واحدة يظهرون على الشاشات يطالبون بقتلنا وإفنائنا عن بكرة أبينا، ونعود نحن لأحلامنا السابقة علَّنا نعيش يوماً إضافيةً يمنُّ علينا به الأسد هو ومن كنا نهتف معه بالأمس عاشت سوريا الأسد.

 

محمد السطيف (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى